|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





خالد قاضي
لا فات الفوت ما ينفع الصوت
2009-09-12
أول مرة في حياتي أجد نفسي عاجزاً عن إيجاد كلمات افتتح بها زاويتي الأسبوعية .. ولم تشفع لي خبرتي الطويلة في الكتابة الصحفية في أن أبدأ كتابة سطور أو تحليل أو رأي على المباراة الغريبة العجيبة التي جمعت بين الأخضر السعودي والبحريني في الرياض في إياب الملحق الآسيوي المونديالي والتي أطاحت بأمل الأخضر في لحاق ركب القطار العالمي المتجه نحو أدغال جنوب إفريقيا، وصعدت بالأحمر البحريني لمواجهة نيوزيلاندا وكأن الأحمر قد رفع الإشارة الحمراء أمام انطلاقة الأخضر .. إذا أردت أن أفتح الملفات الفنية فإنني أقول بأن بسيرو واللاعبين هم الذين وضعونا في موقف لانحسد عليه، فما أشبه مباراة البحرين الأخيرة بمباراة كوريا الشمالية وإن كانت الأخيرة أشد مرارة وليت المباراة انتهت بهدف لكل فريق لكان من السهل أن نتناول الأمور الفنية من حيث التشكيلة الخاطئة وتوظيف اللاعبين في غير أماكنهم والاستعداد للمباراتين بطريقة عشوائية بداية من معسكر صلالة ومباراتي عمان وماليزيا الأولمبي الودية.. أم أبدأ هذه السطور من الثواني الأخيرة لمباراة الإياب التي خطف فيها الأخضر الفوز في بداية الوقت بدل الضائع من رأسية المنتشري التي تنفس معها كل الجمهور السعودي الصعداء وقلنا انتهى كل شيء ولا داعي لفتح الملفات الفنية المهم أن الفوز تحقق .. وما هي إلا ثوان معدودة إلا وجاء الرد البحريني برأسية رهيبة من زاوية ركنية قلبت كل الموازين فنية ونفسية وبعدها تغيرت آراء كل المحللين.
سبق لي أن قلت في مناسبة سابقة بأن نتيجة المباراة لها تأثير السحر على المحللين والنقاد .. بالله عليكم علينا أن نتخيل الموقف لو أن المباراة انتهت سعودية بهدفين مقابل هدف في نفس الظروف وسوء الوضع الفني للأخضر في المباراتين ذهاباً وإياباً لما تجرأ أحد من المحللين أو النقاد وأنا من بينهم أن يقول إن المنتخب السعودي كان سيئاً ولا يستحق تجاوز جسر البحرين.. وربما خرج علينا بعض المحللين ووصفوا بسيرو بأنه المدرب الفلتة والمعجزة الذي عرف كيف يمتص حماس البحرين وكيف يدفع بأوراقه الرابحة في الدقائق الأخيرة.. يا له من مدرب رهيب أسقط ماتشالا بالضربة القاضية .. لكنها ثوان حولت العبقرية وصفة الدهاء والأفضلية لصالح التشيكي ماتشالا .. إنها غمضة عين غيرت مسار كل شيء.
نعم إن المنتخب السعودي الذي كان لا يملك من الأمل شيئاً قبل الفوز على إيران في طهران وعلى الإمارات في الرياض لم يكن هذه المرة هو الأخضر المفترس الذي تعرفه كل قارة آسيا، بل أصبح حملاً وديعاً يصعد على أكتافه الصغار حتى الأولمبي الماليزي كاد أن يهزمنا في دارنا.. وكان من المفروض أن لا نتأهل للملحق أصلاً إلا أن كوريا الجنوبية قدمت لنا خدمة مجانية بتعادلها مع إيران في الجولة الأخيرة.
قلت وأعوذ بالله من كلمة أنا أكثر من خمس مرات في هذا المكان وفي لقاءات تلفزيونية لماذا لم تبدأ لجنة المسابقات الدوري السعودي في العاشر من شعبان مثلاً وعندها يمكن للمدرب بسيرو أن يشاهد خمس أو ست جولات بعدها يكون مستوى اللاعبين قد دخل في الفورمة وفي أجواء المباريات التنافسية بدلاً من سحب اللاعبين من معسكرات أنديتهم الإعدادية.. أقنعوني كيف أصبح عبداللطيف الغنام أساسياً في المنتخب على حساب أحمد عطيف؟.
كلنا حزن وتأثرنا بعدم مواصلة المشوار ولكن واحد + واحد يساوي اثنين ولا يمكن أن يصبح ثلاثة أو خمسة .. حتى عندما وقف معنا الحظ وتقدمنا على البحرين بدعوة الوالدين فرطنا في هذا الفوز.. وما ينفع الصوت بعد فوات الفوت.