|


خالد كامل
الإعلام المصري الضحية
2008-12-23
يبدو أنه أصبح مكتوبا على الإعلام المصري أن يكون طرفا في أي مشكلة أو قضية في مصر، وهو الشماعة التي يلقي عليها الجميع همومهم وهو الاتهام السريع والمباشر لكل حدث، وهو الأمر الذي تفشى بشكل واضح مؤخرا وأصبح الأمر يتطلب من نقابة الصحفيين المصرية ورابطة النقاد موقفا موحدا وصارما وحتى لا يصبح دم الإعلام مباحا لأي شخص وحتى لاتضيع هيبة الإعلام المصري ودوره الملموس.
والأمثلة عديدة فمع كل تصريح لمسؤول رياضي أو هجوم على شخص ينفي ما ذكره ويؤكد أن الإعلام ظلمه، والأطرف أن كل اللاعبين يقف الإعلام مساندا حتى يصبح هؤلاء نجوما وعندما يخطئ أحدهم ويكتب الإعلام نجد هذا اللاعب يتهم الإعلام بتدميره، وغيرها من الأمثلة الواضحة التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإعلام أصبح في موقف الاتهام دائما.
وحتى نكون أكثر صراحة فيما يحدث، سببه الرئيسي الإعلام الذي انقسم على نفسه وتحول إلى جبهات وأحزاب على حساب مصلحة الإعلام نفسه واقتحم المجال البعض ممن لهم مصالح وساعدهم الإعلام نفسه على الاختراق ومن هنا جاءت الفضائيات الخاصة والصحف الخاصة وغيرها التي أدت إلى الانقسامات التي زادت والتي أدت في النهاية إلى ما يحدث في الساحة الرياضية المصرية.
ولعل تصريحات مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي الأخيرة عقب الخسارة في كأس العالم للأندية وتحميله الإعلام المسؤولية فتحت الحوار إلى ضرورة اتخاذ خطوة واضحة لضمان إنهاء هذا الأمر وخاصة أن الإعلام المصري كان وراء إنجازات جوزيه ومساندة الأهلي في بطولاته المختلفة وكذلك المنتخب المصري وباقي الألعاب وبالتالي فالأمر يحتاج إلى قرارات حاسمة وخاصة أن الكرة المصرية على أبواب تصفيات كأس العالم التي تحتاج إلى توحيد الكلمة والبعد عن أي خلافات.
والأمر يتطلب قرارات حاسمة تضمن توحيد الصفوف ونبذ الخلافات وتوضيح الرؤيا وهي مسؤولية على الجميع فهل يحدث التعاون قبل فوات الأوان أم تظل الأمور متشابكة؟!