|


د. علي عبدالله الجفري
يوم الوطن و رياضة الوطن
2008-09-22
مرت سنوات طويلة على أبناء هذا البلد دون الشعور بالإحساس الحقيقي باليوم الوطني، بل كان يمر على الأطفال دون أن يعرفوا حتى تاريخ هذه المناسبة و مدلولاتها و معانيها. مرت سنوات عديدة علينا دون أن نشعر بيوم الوطن أو حتى الإحساس بأهميته لجميع شرائح المجتمع خاصةً فئة الشباب و الأطفال مع أننا نسمع و نقرأ و نشاهد احتفالات و فعاليات تقام في سفاراتنا و قنصلياتنا في بعض الدول الشقيقة و الصديقة تجسيداً لهذه المناسبة الوطنية. في السنوات الأربع الماضية بدأنا نعيش فعليا هذه المناسبة، و بدأنا نخطط للاستفادة منها في زيارات و سفرات للآباء و الأجداد و للأهل و الأقارب داخل المدينة و خارجها أو زيارات للأماكن المقدسة، لمكة المكرمة و للمدينة المنورة من خلال الاستمتاع بالإجازة في ذلك اليوم و الذي قد يصادف آخر يوم عمل أو أول يوم عمل في الأسبوع أو يومي الخميس و الجمعة و بالتالي نحصل على إجازة نهاية أسبوع طويلة. في السنوات الأربع الماضية عرف أطفالنا تاريخ اليوم الوطني للمملكة و أصبحوا يعيشونه و يمارسون مجموعة من الأنشطة التراثية و يرتدون الملابس المرتبطة بها في أغلب مدارس مراحل التعليم العام.
يشرق علينا يوم غد الثلاثاء يوم جديد من الأيام الوطنية التي بدأنا مؤخراً إحياءها نحن و أبناؤنا و بناتنا، و لكنه أهدأ قليلاً من السنوات القليلة التي مضت لسببين: الأول أنه وافق الإجازة الصيفية المدرسية، و الثاني أنه و قع في العشر الأخيرة من هذا الشهر الكريم.
الاحتفاء بيوم الوطن هو أحد مظاهر الوطنية الحقيقية، و الوطنية ليست شعارات ترفع أو هتافات تقال، الوطنية أساليب حياتية و ممارسات مجتمعية راقية. المجال الرياضي ببرامجه المتعددة يعتبر أحد أفضل البيئات المجتمعية التي يتم من خلالها غرس مبادئ الوطنية في نفوس الأطفال و الشباب.
أحلم بأن ينشد النشيد الوطني للمملكة ليس فقط في الاصطفاف الصباحي في مدارس التعليم العام، بل أن ينشد قبل كل مسابقة أو مباراة من مسابقات و مباريات الأنشطة الداخلية المدرسية، و قبل كل مسابقة أو مباراة من مسابقات ومباريات النشاط الخارجي بين المدارس، و قبل كل مباراة من مباريات الدوري للمراحل السنية في الأندية، و قبل كل مباراة من مباريات دوري الجامعات الغائب، و أخيراً قبل أي مباراة من مباريات الألعاب الجماعية و الفردية في الدوري، لعل مثل هذه الممارسات العصرية تساعد و تؤكد على غرس مبادئ الوطنية لدى أطفالنا و شبابنا و بالتالي قد تُخفي الكثير من الممارسات غير الحضارية التي نرى و نسمع بها في ملاعبنا و مدرجاتنا و صالاتنا بين جماهيرنا و لاعبينا.