|


د. علي عبدالله الجفري
أخشى ما أخشاه
2008-10-27
التفاؤل الإيجابي الذي صاحب إشهار هيئة دوري المحترفين السعودي، والتطلعات التي من المتوقع أن ترتقي بمسابقات كرة القدم تنظيماً وأداءً وتحكيماً، هي تجاوب صحي نتيجة لظهور هذه الهيئة في ظل الحراك الاستثماري والإعلامي الرياضي.
فالإعلام المقروء وهو أحد أهم وسائل الإعلام الرياضي في الوطن عقد العديد من حلقات النقاش والتحقيقات الصحفية حول أهمية هذه الهيئة في مواكبة التوجهات الدولية لتطوير كرة القدم وخصخصتها. كما تناول العديد من أصحاب القلم هذه الهيئة سلباً وإيجاباً.
أما الإعلام المرئي فقد حشد العديد من المحللين الفنيين والنقاد للمشاركة في تغطية وتحليل مباريات هذا الدوري من نواحٍ فنية وتحكيمية.
شركات القطاع الخاص الداعمة والمستثمرة في المجال الرياضي كذلك استجابت لتشكيل هذه الهيئة وانطلاقتها وبدأت بتوسيع استثماراتها في الدعاية والإعلان ورعايتها وشراكتها لبعض الأندية بعروض تنافسية مغرية.
إدارات الأندية كذلك زادت من تحيزها إلى كرة القدم بعمل التعديلات اللازمة لتحقيق استقلالية إدارة كرة القدم وتحقيق شروط هيئة دوري المحترفين السعودي.
على الرغم من صحية هذه التغييرات والاستجابات التي ظهرت مواكبة لإشهار الهيئة في الإعلام وفي شركات القطاع الخاص المستثمرة والداعمة وفي إدارات الأندية، وعلى الرغم من أن هذه التغييرات المواكبة لخصخصة دوري كرة القدم حدثت في العديد من الدول، إلا أنني أخشى من تأثيرات هذه التغييرات على الألعاب الجماعية الأخرى، أخشى أكثر على انحسار الألعاب الفردية في الوطن، بسبب بعدها عن الإعلام أو بعد الإعلام عنها وعدم وجود ما يكفي من اللوائح والقوانين لحمايتها من إدارات الأندية لاستمراريتها. إضافةً إلى أننا لم نستطع حتى الآن إدخال الرياضة المدرسية، وهي من المفترض أن تكون الحاضنة الأكبر لأغلب الرياضات الفردية، في المنظومة الرياضية في الوطن.