|


د. علي عبدالله الجفري
الرياضة حق مشاع.. ولكن!
2008-12-15
سألني أحدهم قائلاً "ماذا عملتم في اتحادكم؟"، وقبل أن أجيب أردف قائلاً "عليكم أن تعملوا كذا وكذا، وأن تركزوا على كذا وكذا، وأن تتعاقدوا مع مدربين من الجنسية الفلانية، وإن هذه الدول أفضل من تلك في هذه اللعبة".. إلى آخر ما قال.
كنت أستجمع أفكاري لإعطائه بعض النقاط التي بدأنا التركيز عليها لوضع أهداف مرحلية لتطوير اللعبة والاتحاد خلال الفترة المقبلة، ولكن شرد ذهني أثناء حديثه وتنظيره في محاولة لإيجاد إجابة مقنعة للسؤال الذي يحيرني دائماً في مجتمعاتنا العربية وهو: هل معرفتنا بجزئيات متفرقة في مجال الرياضة تخول لنا التنظير والإفتاء فيه؟
كلنا نعرف ونستخدم مجموعة من مسكنات الآلام ومخفضات الحرارة، والكثير منا يعرف كذلك ويستخدم مجموعة من المضادات الحيوية لعلاج بعض الالتهابات البسيطة والعارضة (وإن كان ذلك خطأ)، إلا أن ذلك لا يمكننا من معرفة ما بنا من مشاكل عضوية وبالتالي لا يغني من زيارة الطبيب. وجلنا يعرف القراءة والكتابة ولكننا لم نتوقف عن إرسال أولادنا إلى المدارس لتعلمها.
لا أعتقد أن من يمتلك مهارة عالية جداً في التعامل مع الحاسب الآلي، أو من هو على إطلاع كبير على برامج حديثة فيه، يملك الحق في امتهان البرمجة والهندسة الحاسوبية كعمل.
فهم الكثير منا لبعض قوانين الألعاب الرياضية ومتابعتنا للأحداث والبطولات الرياضية المحلية والعالمية، لا يكفيان للتشريع والتنظير في المجال الرياضي كعلم أصيل مثله مثل الطب والهندسة وغيرها من العلوم. المجال الرياضي في مجتمعاتنا العربية بصفة عامة وفي مجتمعنا السعودي بصفة خاصة يغلب عليه الاجتهاد وانتماء العديد من الدخلاء إلى الكثير من فروعه دون تحديد. صحيح أن الرياضة حق مشاع للجميع، كما نص الميثاق الدولي للتربية البدنية والرياضة على ذلك، ولكنه حق مشاع كممارسة ومشاهدة ومتابعة، وليس كمهنة و إلا لما احتجنا لهذه الأقسام والكليات والتخصصات والدرجات العلمية في هذا المجال.
الحقيقة أنني ألوم نفسي وزملائي في المجال لفشلنا في توعية مجتمعنا بعلمية مجالنا وتخصصنا وفروعه وانشغلنا بما هو أقل وأدنى.