|


د. علي عبدالله الجفري
الأحداث والقضايا المتكررة
2008-12-22
ذكرت في مقال سابق بعنوان "عدنا والعود أحمدُ" أن أسلوب تناولنا للأحداث الرياضية في المملكة غريب جداً فنحن لا ننشد التطور، بل نناقش ونعلق وننتقد أشياءً وأحداثاً وقضايا متكررة مع تغيير الزمان وبعض الأحيان المكان دون أن نتعلم ونستفيد مما سبق وبالتالي لا يمكن لنا أن نطور أي شيء. والمشكلة هي أننا لا نعرف بأننا نناقش وننتقد ما تم مناقشته وانتقاده منذ سنوات طويلة دون معرفة الأخطاء، وبالتالي لا يمكن لنا وضع حلول إيجابية للتغلب على هذه القضايا،
وهذا يعيق تطور الرياضة في الوطن. ولذلك سوف يبقى نظرنا ونظر المسؤولين عن تطوير الرياضة في الوطن عن محط أقدامنا.
الأمثلة كثيرة للقضايا التي تتكرر سنوياً ولا نوجد لها حلاً، فمثلاً قضية اللاعبين الأجانب في أنديتنا، وقيمة عقودهم ومستواهم
ومناسبة مراكزهم للفرق تتكرر كل موسم دون أن يتم وضع آلية تحد من الصفقات الخاسرة التي تتكبدها الأندية وبالتالي الرياضة السعودية. هناك محترفون أجانب يأتون إلى أندية عديدة ولا يفارقون مقاعد الاحتياط ومع نهاية كل موسم تُلغى عقودهم
ويؤتى بغيرهم، ويتكرر المشهد لعدة أعوام، ولا شيء يتغير، لننتظر إلى نهاية الموسم الحالي ونرى النتائج خصوصاً في ظل وجود المحترف الرابع (الآسيوي).
تفجرت قضية التحكيم في الجولة قبل الماضية لدوري المحترفين السعودي في لقاء الأهلي والشباب.
وأدى احتساب الحكم لضربة الجزاء الشبابية في نهاية المباراة إلى مراجعة نصوص القانون وتحليل للمباراة وتصريحات مؤيدة وغير ذلك، ولكن ماذا تغير؟ لا شيء. القضية تتكرر في كل عام عشرات المرات وأكثر مع أغلب الحكام الوطنيين، وجميع الأندية تشتكي من ظلم التحكيم.
ظهرت قائمة المنتخب الأخيرة للمعسكر الإعدادي لدورة الخليج التاسعة عشرة التي من المزمع إقامتها في مسقط في شهر يناير المقبل 2009م، بمجموعة من الأسماء العائدة والتي تناول الإعلام في الفترة الماضية أهمية وأحقية انضمامها. السؤال الذي يطرح نفسه هو هل انضمام الأسماء التي ينادي بها الإعلام
والإعلاميون إلى قائمة المنتخب والتي عادةً تتكرر مع كل بطولة أو تصفيات تحقق البطولة أو التأهل؟ في السنوات الثلاث الأخيرة خاض المنتخب بطولات وتصفيات بالأسماء التي ينادي بها الإعلام
وبغيرها، ولم يتحقق لنا ما نتمناه أو ما يطمح إليه المسؤولون.
أقول إن القضية التي نناقشها منذ سنوات ليست في اسم اللاعب الأجنبي الذي يتعاقد معه النادي، أو في الحكم الوطني الذي يدير المباراة، أو في اللاعب الذي ينضم إلى المنتخب. القضية تتعلق بالآليات التي يتم فيها تحديد هذا اللاعب الأجنبي ومدى توافقه لاحتياجات الفريق، وبالطريقة التي يتم فيها انتقاء وإعداد وصقل الحكام الوطنيين، وبمعرفة اللاعب الذي ينضم للمنتخب بمعنى ارتدائه لهذا الرمز والشعار وقدرته على أداء المطلوب منه فنياً في المباراة.