|


د. علي عبدالله الجفري
ميثاق المبادئ والقيم
2009-01-05
تحتوي دروس التربية البدنية والرياضة والنشاط البدني جميعها، بجانب الأهداف المهارية أو الحركية على أهداف تربوية أو سلوكية كالصدق والتعاون والنظام وغيرها من القيم المجتمعية والدينية، والتي يحرص التربويون على التأكيد عليها وتثبيتها لدى النشء من خلال الأنشطة البدنية والرياضية التنافسية في المدارس والأندية. وتعتبر بيئة النشاط البدني والرياضي التنافسية هي الأفضل لتعليم وتعلم العديد من مبادئ وقيم الدين والمجتمع الحسنة، وقمع العادات السيئة مثل الظلم والتعصب والعدوان بالأساليب التربوية السليمة والممارسات الحضارية الحقيقية.
القيم والمبادئ في المجال الرياضي يجب أن تمارس في جميع الأحوال التي يشهدها المجال سواء كان ذلك في حالات الفوز أو الخسارة أو الأخطاء والثغرات التي تحدث بين ذلك. يجب ألا تتغير ممارسات هذه القيم والمبادئ مع تغير وتقلب أحوال الفوز والخسارة، ويجب ألا تتغير كذلك مع كل صافرة حكم تطلق نعتقد أنها ضد ميولنا، ويجب ألا تتغير مع كل قلم صحفي يكتب نظن أنه يدافع عن فريقه الذي يشجع، وألا تتغير مع كل وجهة نظر لإعلامي يظهر لنا أنه يدافع عن عضو شرف يدعم فريقه. إن ممارساتنا الحضارية لمجموعة القيم والمبادئ في المجال الرياضي تجبر أقلامنا أن تكون أكثر منطقية وحيادية في الطرح والنقد، وتجبر مواجهاتنا التلفزيونية أن تكون أكثر التزاما ومهنية بالرسالة الإعلامية للرياضة. القيم والمبادئ في المجال الرياضي هي مواثيق رياضية ومهنية وشرفية.
جاء ميثاق شرف الرياضة السعودية المتضمن أحكام ومبادئ العمل الرياضي في المملكة العربية السعودية، الذي وقع عليه جميع رؤساء الأندية السعودية مساء الثلاثاء الماضي، في الوقت المناسب ليصحح مسار التنافس الشريف والأخلاقي للرياضة السعودية والذي أخذ منحنى لا يتفق مع أحكام شريعتنا الإسلامية ولا يؤكد على مبدأ تعزيز الوحدة الوطنية كواجب وطني نص عليه النظام الأساسي للحكم. ظهر الميثاق المهني مع بداية عام هجري جديد في وقت بدأنا نفقد فيه الثقة في أوجه التنافس الأخلاقي والشريف للرياضة، وفي مصداقية ورسالة الإعلام الرياضي بوسائله المختلفة. ظهر الميثاق الشرفي للعمل الرياضي في المملكة متوافقاً مع كل المواثيق والأعراف الرياضية الدولية والأولمبية، ليؤكد أن الرياضة هي وسيلة لغايات أعلى وأسمى من الفوز والخسارة والحصول على البطولات. أخيراً، أقول إن الميثاق لا يخص فقط الأندية الرياضية، بل يخص كل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالرياضة والإعلام الرياضي في المجتمع.
أختم مقالي اليوم بكثير من الدعوات ومن التفاؤل بأن يوفق الله منتخبنا الوطني اليوم أمام المنتخب العنابي، وأن نبتعد عن دائرة الحسابات المؤرقة من أول لقاء...آمين.