|


د. علي عبدالله الجفري
المنتديات العلمية الرياضية
2009-01-26
أبدأ مقالي لهذا الأسبوع بمجموعة من التساؤلات عن أهمية تنظيم وإقامة منتديات رياضية علمية وعن الأهداف المتوقعة والنتائج المحققة من وراء إقامتها؟ أتساءلُ عن دور المؤسسات التعليمية العليا في الوطن من التنظيم والحضور والإثراء والمشاركة في هذه المنتديات والتظاهرات والتجمعات العلمية المتخصصة؟ لماذا نُظهر الوطن من دون مرجعية علمية في المجال الرياضي؟
يُقام هذا الأسبوع منتديان في المجال الرياضي: الأول في مدينة جدة بعنوان "الاحتراف والتمويل الرياضي"، والذي افتتح فعالياته يوم السبت الماضي، نيابة عن نائب الرئيس العام، مستشار الرئيس العام لرعاية الشباب، ويستمر المنتدى ثلاثة أيام يحاضر فيه مستشار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم والثر قاق ومسؤول التسويق بشركة ثريشهولد الرياضية البريطانية شارلي بيكامب والمحامي ماجد قاروب. بينما تُقام فعاليات المنتدى الثاني في مدينة الرياض بعنوان "منتدى التنافسية الدولي" الذي تنظمه الهيئة العليا للاستثمار والذي يناقش في أجندته جزئية الرياضة والتنافسية ويستضيف العداء الأولمبي الأمريكي السابق وصاحب التسع ميداليات الذهبية كارل لويس والسبّاح الأولمبي الأمريكي صاحب الميداليات الأربع عشرة مايكل فيليبس، بالإضافة إلى رئيس الأولمبياد الخاص تمثي شرايفر.
لا أشك إطلاقاً في قدرة القطاعات المستضيفة لهذه المنتديات على التنظيم، وأؤكد على أهمية استضافة الوطن لمثل هذه التظاهرات وتواجد مثل هؤلاء الرموز الدوليين في المجال الرياضي، لكني لا أجد إجابة كافية ووافية ومقنعة لعدم دعوة المؤسسات التعليمية المتخصصة في المجال الرياضي لمثل هذه المنتديات. إنني أؤكد على دعوة المؤسسة وليس على دعوة أفراد في المؤسسة مثل أقسام التربية البدنية في الجامعات وكلية التربية البدنية والرياضة في جامعة الملك سعود. الأقسام والكلية تزخر بكفاءات وطنية مهنية متخصصة في عدة مجالات من فروع التربية البدنية والرياضة، وتضم كذلك كفاءات عربية تخرّجت من دول غربية.
تواجد المهنيون المتخصصون في مثل هذه المنتديات يثريها ويضفي على مناقشاتها مهنية نوعية تعكس مستوى وثقافة مجتمعها الخاص، وتترك انطباعاً قوياً لدى الضيف لما وصلت إليه رياضة وطننا في الجوانب العلمية والتطبيقية.
مبادرة رئيس اتحاد ألعاب القوى بتشكيل لجنة مصغرة لمرافقة العداء كارل لويس ووضع برنامجاً خاصاً لزيارته يتخلله مقابلة الرئيس العام لرعاية الشباب، ومشاهدة تدريب منتخب ألعاب القوى، سوف تترك أثراً إيجابياً لدى الضيف.