|


د. علي عبدالله الجفري
حوافز أعضاء هيئة التدريس (بدل الندرة)
2009-02-16
استجبت لضغوط زملائي في المهنة مهنة التربية البدنية والرياضة، خاصة الأكاديميين منهم وهم (قلة)، لتوصيل صوتهم ورأيهم في آلية تطبيق حوافز أعضاء هيئة التدريس المتمخضة من اللجنة المناطة بذلك، وبالتحديد ما يخص بدل الندرة.
فهذا البدل الذي تتراوح نسبته بين20% و40%، والذي توسم فيه كل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية، بجانب بدل التعليم العالي، خيراً، بعد انتظار سنوات طويلة لصدور الكادر الجديد لأعضاء هيئة التدريس الذي دام أكثر من خمس عشرة سنة، مات خلالها من مات وتقاعد من تقاعد، بات سرابا بعد تحديد اللجنة الموقرة أحقية البدل بنسبة السعودة في مجموعة من التخصصات دون غيرها.
في اعتقادي أن كل من آثر العلم على المال بقبوله لوظيفة معيد في إحدى الجامعات السعودية بثمنها البخس، وكل من اقتطع جزءا من حياته الاجتماعية والأسرية للدراسة العليا وحصل على الشهادة المطلوبة ثم عاد للجامعة التي ابتعثته داخليا أو خارجيا، يستحق بدل الندرة دون شرط أو نِسب.
الحقيقة أنني أجهل تماما، كما يجهل الكثير غيري، المعايير التي اعتمدت عليها اللجنة في وضع آلية صرف بدل الندرة من خلال الجمع بين تحديد نسبة غير السعوديين إلى السعوديين من أعضاء هيئة التدريس وربط نسبة البدل بتخصصات معينة، أجهل تماماً الإحصائيات والأسس التي بني عليها تحديد تلك التخصصات النادرة، والحقيقة أنني أخشى أن يكون تحديد نسبة الـ50% مدعاة وذريعة لممارسات غير وطنية وغير مهنية في الأقسام والكليات للإبقاء على البدل، وبالتالي التأثير على توجه الدولة في توطين التعليم العالي.
هناك العديد من التخصصات بفروعها المختلفة في بعض الجامعات تحققت فيها نسبة أقل من 50% من أعضاء هيئة التدريس السعوديين، ولم ترد ضمن التخصصات المذكورة في محضر اللجنة، من هذه التخصصات تخصص التربية البدنية والرياضة بجميع فروعه. فنحن السعوديين في كلية التربية البدنية والرياضة في جامعة الملك سعود نشكل أقلية نوعية أمام الإخوة أعضاء هيئة التدريس غير السعوديين من مصر والأردن وتونس والجزائر، بمعنى أننا نشكل ما نسبته 21% من الهيئة التدريسية في الكلية في أقسامها الثلاثة التخصصية، بواقع سبعة أعضاء من أصل أربعة وثلاثين.. المجال الرياضي في وطننا يحتاج كوادر مؤهلة في فروعه الحديثة مثل القانون والتسويق والاستثمار، والكوادر تحتاج متخصصين لإعدادها، والمتخصصون يحتاجون أن يعاملوا كغيرهم من المتخصصين من حيث الحوافز والبدلات.
أختم مقال هذا الأسبوع بالدعاء بالرحمة والغفران لشهيد الواجب الجندي حسن سالم مجرشي، ابن زميلنا في الكلية الموظف سالم مجرشي، الذي استشهد خلال مداهمة أحد أوكار المخدرات في الرياض يوم الخميس الماضي، وأدعو لوالديه وإخوانه أن يجبر الله كسرهم ويعوضهم خيرا في الدنيا والآخرة.. إنه سميع مجيب.