|


د. علي عبدالله الجفري
إليكِ معالي النائبة
2009-04-06
بدايةً أتقدم لمعاليكِ بالتهنئة الصادقة بالثقة الملكية الغالية التي أُولِيت لكِ من حكومة خادم الحرمين الشريفين لتكوني أول امرأة سعودية تتبوأ هذه المرتبة الرفيعة في وزارة مثل وزارة التربية والتعليم، و أدعو الله تعالى لمعاليكِ بالتوفيق و السداد في هذه المهمة الوطنية المهمة.
أعرف تماماً يا أختي الكريمة أن أجندتكِ مليئة بأولويات تعليمية وتربوية وبمتطلبات تطويرية شخصية، وقد لا يكون لدى معاليكِ متسع في هذه الأجندة للتفاعل مع ما سوف أطرح في هذه الزاوية. لقد كثر الحديث بين مؤيد ومعارض لإدراج مقرر للتربية البدنية في مدارس التعليم العام للبنات، وقد أفتى من أفتى في هذا الموضوع منطلقين من مناظير مختلفة منها الدينية والاجتماعية، والتي من المفترض ألا تكون وحدها هي الأساس في تحديد أهمية إدراج هذا المقرر من عدمه في المنهاج الدراسي للبنات.
لا أعتقد يا معالي النائبة أنه يخفى على قيادية مثقفة مثلك أهمية مزاولة الأطفال لأنشطة بدنية وحركية يومية في بيئة تربوية موجهة، للنمو البدني، الفسيولوجي، العقلي، والنفسي، وللسلامة الكاملة للطفل أو الطفلة. ولا أعتقد بأنه يخفى كذلك على تربوية مثل معاليك مثالية حصص التربية البدنية أو حصص النشاط الحركي التربوية في غرس وتعزيز قيم ومبادئ تربوية ومجتمعية ودينية من الصعب تأصيلها والتطرق لها أو حتى خلق مواقف مشابهة لها في حصص المقررات الأخرى.
أقول بعد هذا التمهيد، إن إدراج مقرر التربية البدنية أو النشاط البدني في مدارس البنات أصبح بيد ابنة بلد، سعودية، قيادية، متعلمة ومثقفة تعلم تماماً أين تريد أن تذهب بتعليم الفتاة في وطن مثل السعودية. مع ذلك، أتمنى ألا يكون هذا القرار، قرار، إدراج هذا المقرر في المنهاج المدرسي لتعليم البنات عشوائياً، دون أن يكون هناك تهيئة مكانية وبشرية، إضافةً إلى حملات توعوية موجهة للتثقيف بأهمية هذا المقرر لتحقيق الاحتياجات البيولوجية للأطفال.
كما أنني أتمنى أن يتم تعاون مشترك بين تعليم البنات في الوزارة وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن لإيجاد قسم لتأهيل الفتيات السعوديات لتدريس التربية البدنية والأنشطة الحركية بتوفير درجة الدبلوم (سنتان بعد الثانوية) في الفترة الحالية، ثم درجة البكالوريوس للفترة المستقبلية المقبلة.
ألتقي عادةً مجموعات من أبناء الوطن وبنات الوطن في بعض زياراتي لكليات التربية البدنية في الخليج والوطن العربي الذين يدرسون في مجال من مجالات التربية البدنية والرياضة، كان آخرها خلال زيارتي لقسم التربية البدنية في كلية التربية الأساسية في دولة الكويت عندما سئلت سؤالاً من إحدى الأخوات: "ما هو سبب عدم وجود تربية بدنية للبنات في السعودية؟" و "لماذا لا يوجد قسم للتربية البدنية للبنات" وقبل أن أجيب أكملت قائلة "أنا سعودية وأدرس في هذا التخصص هنا في الكويت الشقيقة لتقارب العادات والتقاليد وسوف أعود إلى السعودية لأحصل على وظيفة في إحدى المدارس الكبرى الخاصة كمعلمة للتربية البدنية براتب معقول.. لماذا لا أدرس في بلدي؟".