|


د. علي عبدالله الجفري
الاستثمارات الغائبة
2009-09-22
كل عام والجميع بخير، وعيد مبارك على الجميع خصوصاً قراء الوردية الأعزاء.. اليوم أتكلم عن الاستثمار وما أكثر ما نتكلم عن الاستثمار في المجال الرياضي دون تأسيس فعلي لأساليبه من الناحية الفكرية أو التطبيقية.. ببساطة، نحن نحاول أن نوفر مداخيل أخرى للنشاط الرياضي من خلال إيجاد رعاة للمؤسسة الرياضية دون البحث والدخول في أنواع الاستثمار الحقيقي لتلك المؤسسات التي تتوافق مع أنشطتها.. فمثلاً، الأندية أو بعض منها اكتفى بإيجاد رعاة أو عمل شراكة مع بعض شركات الاتصالات، والبعض الآخر استثمر جزءا من المنشآت إضافة إلى الرعاية والشراكة.. أما الاتحادات الرياضية، فالبعض منها نجح في استقطاب بعض المؤسسات والبعض الآخر ما زال يبحث، ونجحت هيئة دوري المحترفين، فقد حصلت على رعاية دوريها من شركة الاتصالات الأحدث في الوطن.
أقول إن ما سبق هو أشكال من أنواع عديدة من الاستثمار الغائب عن مؤسساتنا الرياضية. الاستثمار الرياضي يشمل الرعاية الكلية والجزئية والصحفية والتلفزيونية، ويشمل كذلك تسويق الشعار والألبسة والهدايا، ويشمل كذلك الاتفاق على إقامة مباريات ودية قبل الموسم وخيرية أثناء الموسم وموسمية خلال فترة الأعياد والمناسبات الوطنية.
ما زلت مقتنعا بفكرة إقامة مباريات ودية بين الأندية في المنطقة والمحافظة الواحدة في أيام الأعياد واليوم الوطني كأحد أهم أساليب الاستثمار وزيادة مداخيل الأندية، وما زلت مقتنعا بأن على الأندية الاستثمار بين منتجاتها وتسويقها بطرق حديثة أثناء التدريبات والمباريات.. لنا أن نتصور مباريات بين الأهلي والاتحاد في جدة وبين الهلال والنصر في الرياض وبين الاتفاق والقادسية في الدمام وبين هجر والفتح في الأحساء وبين الرائد والتعاون في القصيم في ثاني أو ثالث أيام العيد ومثلها في اليوم الوطني، يتخلل هذه المباريات مشاركة بعض اللاعبين الدوليين القدامى، ويتم أثناءها بيع ملابس الفريق بعد التوقيع عليها من اللاعبين بين الشوطين أو قبل المباراة.. تخيلوا عدد المشجعين الشباب الذين سوف يحضرون مباراة الهلال والنصر ليقتنوا قميص سعد الحارثي وياسر القحطاني وغيرهم من نجوم الفريقين موقعة منهم، وتخيلوا كم طفلا سوف يضغط على والده ليفعل الشيء نفسه في مباراة بين الأهلي والإتحاد في جدة ليحصل على قميص محمد نور ومالك معاذ موقعاً منهما.. شبابنا وأطفالنا يقتنون ملابس الأندية الإنجليزية والإسبانية الأصلية حال تدشينها من خلال الإنترنت ويدفعون فيها ما يزيد عن المئة دولار، وأعتقد أنهم سوف يقدمون على شراء ملابس أنديتهم المفضلة محلياً خصوصاً إذا كانت غير مقلدة.
الاستثمار كما أسلفت ليس فقط إيجاد راعٍ للنادي والمؤسسة الرياضية، بل هو تأسيس لفكر مستديم لإيجاد موارد ذاتية لهذا النادي أو المؤسسة الرياضية بالأساليب والآليات الصحيحة والحديثة.