|


د. علي عبدالله الجفري
هل من حق (فيفا)؟
2009-11-23
في مقال الأسبوع الماضي، حمدت الله تعالى على أن المباراة الفاصلة على البطاقة الخامسة لقارة إفريقيا كانت بين منتخبين عربيين ولو لم تكن كذلك، لما رأينا أي أثر للدول العربية الشقيقة في المونديال الجنوب إفريقي 2010م، بعد خروج مأساوي لتونس والبحرين. اليوم أقول إنني تمنيت أن تلك المباراة لم تكن بين الجزائر ومصر أو بين أي بلدين عربيين، بسبب ما آلت إليه تبعات نتيجة المباراة من المساس بتاريخ ونضال وحضارة وثقافة وثوابت شعبين مسلمين عربيين. لقد كشفت مباراة كرة قدم هشاشة روابطنا وضعف التزامنا وعدم احترامنا لأنفسنا وللآخرين. ماذا نقول لأطفالنا عن بلد المليون شهيد وماذا نقول لهم عن أبطال 73 والعبور وحرب الساعات الست، بعد أن شاهدوا وسمعوا تبادل الاتهامات والسباب بين الشعبين على وسائل الإعلام بطريقة لم نرها حتى في أوقات الحروب. لا يمكن اختزال وطنياتنا وحبنا لأوطاننا وشعبنا في مباريات كرة القدم أو في أي مجال آخر بذاته، وطنيتنا يجب أن تكون ممارسة لا محادثة، ويجب أن تظهر في داخل بلداننا قبل الخارج، ويجب أن تكون في أعلى مستوياتها عند حدوث الاختلاف. لا أجد أي تبرير منطقي لانسياق إعلام البلدين الشقيقين بمختلف وسائله وراء ما قامت به فئة غير مسؤولة من مشجعي البلدين.
وقعت حادثة تحطيم برجي التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر 2001م وأنا مازلت أدرس في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد سارعت كثير من القنوات الإخبارية والسياسية إلى توجيه التهم إلى الإسلام والمسلمين بأنهم وراء التخطيط والتنفيذ لتلك الحادثة. كل ما كنا نتمناه أنا ومن كان يعيش في تلك البلاد في ذلك الحين هو ألا يعمم الشعب الأمريكي ما حدث من فئة من المسلمين على الإسلام والمسلمين جميعهم، وألا يتعاملوا معنا على أننا نحمل نفس الفكر والتوجه والمنطلق الذي دفع بتلك الفئة إلى الإساءة إلى الإسلام والمسلمين.
أختم مقالي هذا الأسبوع بالتساؤل عن حق الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) في إيقاف المنتخبين عن المشاركة في كأس العالم لدورة مقبلة أو دورتين بسبب ما صدر من إعلامهما من إثارة وتأجيج وتصعيد غير منطقي لمباريات المنتخبين في إطار التأهل لنهائيات كأس العالم 2010م.