|


د. علي عبدالله الجفري
الرياضة وأزمة الفكر
2009-12-07
تمر الرياضة، شأنها شأن أي قطاع آخر في الدولة (أي دولة)، بالعديد من المشكلات والأزمات التي تؤثر سلباً أو إيجاباً عليها وعلى مسيرتها وتاريخها ومستقبلها. وبالطبع هناك مجموعة من المشكلات والأزمات التي قد تعتري قطاعات الرياضة والتي منها أزمات ومشكلات مالية وأزمات ومشكلات إدارية وأزمات ومشكلات تنظيمية، أزمات ومشكلات فنية، ولكن أسوأ وأخطر هذه الأزمات بلا شك هي أزمة الفكر في المجال الرياضي. فالأزمات المالية يمكن التعامل معها من خلال أساليب الرعاية والاستثمار والتسويق، والأزمات الإدارية أصبح من السهل التغلب عليها من خلال أساليب التأهيل والتدريب، والأزمات التنظيمية يمكن حلها من خلال طرق إعادة الهيكلة، والمشكلات الفنية عادةً ما نتغلب عليها باستقطاب المستشارين والخبراء، أما أزمات الفكر فهي التي يصعب التغلب عليها والتعامل معها لارتباطها بثقافة تحوي بين ثناياها ترسبات أيديولوجية وإقليمية ومجتمعية قد يستحيل تفتيتها.
أزمة الفكر في رياضتنا العربية والوطنية هي نتاج لغياب المهنية العلمية والاحترافية العملية في المجال وهذه بعض الأمثلة التي تدلل على وجود الأزمة هذا العام وكل عام:
ـ عندما يتوافق تصريح ساسة دول مع تعليق رجل الشارع في قضية رياضية، فنحن في أزمة فكر(قياديون).
ـ عندما ينشغل رؤساء أندية (كبيرة) بتصريح عابر وشخصي لأحد رؤساء الأندية الأخرى، وعندما يتجاهل ذلك التصريح الكيان والتاريخ في تلك الأندية، فنحن في أزمة فكر(مسئولون).
ـ عندما يتعالى صوت الإعلام بين مؤيد ومعارض لاستحقاق لاعب كرة قدم لكارت ملون بسبب سلوك غير رياضي في مباراة دورية انتهت وانقضت، وعندما ينقسم الإعلام حول ما قدمه نفس اللاعب لوطنه، فنحن في أزمة فكر (إعلاميون).
ـ عندما يلتف اللاعبون حول الحكم مع كل صفارة في مباريات كرة القدم للاعتراض على القرار والمناقشة، فنحن في أزمة فكر (لاعبون).
ـ عندما نعتقد أن الأخطاء التحكيمية في كرة القدم هي صناعة محلية، فنحن في أزمة فكر (إداريون).
ـ عندما يرتبط وقوفنا خلف منتخبنا بلاعب أو لاعبين من نادٍ ما، فنحن في أزمة فكر (مشجعون).