|




سعد المطرفي
دور غيرها يا كابتن
2008-09-28
لو كان مالك معاذ غير أهلاوي لما وقع بأقل من ثلاثين مليوناً، ولو كان الأمر بيد السماسرة لما وقع بأقل من الضعفين لا للأهلي ولا لغيره، ولكن التفكير الصحيح دائماً ما يصنع النتائج الصحيحة.
فمالك كان منطقياً للغاية ولم يبالغ، والأهلي أدار مفاوضاته معه بهدوء وعقلانية وكلاهما كان عادلاً مع الآخر.
فالتفاصيل المتفق عليها بين اللاعب وناديه تعطي انطباعاً مريحاً يجب أن تحتذي به كل الأندية التي تريد أن تبقي لاعبيها طالما هي بحاجة إليهم، فالرقم الذي سيحصل عليه اللاعب مقبول جداً ويتوافق مع الحد الذي يجب أن لا يتجاوزه سقف الاحتراف المحلي كحد أعلى بعيداً عن المبالغات غير المبررة، وجدولته الزمنية تجعل اللاعب أكثر حرصاً على تقديم المزيد من المستويات الجيدة وتضمن للأهلي حقوقه المادية أيضاً وفق قاعدة بقدر ما تنتج تستحق.
فالأهلي لو اكتشف بعد عام أو عامين أن لديه مهاجماً غير مالك يجب أن يأخذ فرصته ويريد أن يبيع عقد الأول بالتأكيد سيكسب الضعفين، ومالك في كلتا الحالتين أيضاً سيكون كسباناً مع الأهلي وخارجه.
وتجديد عقد مالك هذه المرة وبهذا الرقم غير المزعج فوز جديد لإدارة العنقري، وإضافة مهمة في كيفية إبقاء النجوم بأقل التكاليف بعيداً عن المبالغات والبهرجة التي لا تخدم الطرفين أثناء سير المفاوضات.
فالعنقري الذي يقود ناديه اليوم بلا خبرات إدارية سابقة في الوسط الرياضي، يعطي مزيداً من التحفيز لكل الأندية أن تمنح القرار بداخلها للطاقات الشابة المفكرة الأكثر جرأة على إدارة المستقبل نحو صناعة نتائج عملية مطمئنة تنعكس على نتائج كل الألعاب وعلى الأداء الإداري للنادي ككل.
فالأهلي من خلال إدارة هذا الشاب المصرفي بدأ الموسم بنجاحات إدارية تسبق ألقاب الكرة وتفكير عميق، وهناك فرص متعددة لكي يكون لديه أكثر من بطولة طالما مسيرة العمل تمضي وفق رؤية صحيحة وبتخطيط مسبق وليس على عواهنها.
فالتجديد مع لاعب بحجم إمكانيات مالك معاذ بهذا الهدوء وبهذا الرقم خطوة ليست سهلة على الإطلاق، أما إجابة مالك من أن المشجع الذي فاوضه يبدو من ملامحه أنه هلالي فهذه (دور غيرها) يا كابتن.