الجانب المضحك في قصة مَن فاوض (مانسو) أولاً ليوقع معه في النهاية هو أن لا المهندس جمال أبو عمارة ولا الأخ عبدالعزيز العنقري كانا يعلمان شيئاً عن أدق التفاصيل للمفاوضات ولا إلى أين وصلت حتى ما قبل يومين، وذلك بقدر ما كانت تمرر لهما معلومات بسيطة عن تلك المفاوضات من باب الاطلاع بالعلم تفادياً لسؤال طائش قد يعرضهما للحرج.
فكل شيء من سياق حديثهما حول من كان الأحق بالتعاقد معه يؤكد هذه الحقيقة وهناك قياس واضح للأمور لا يحتاج إلى مزيدٍ من تقفي الأثر.
و(مانسو) على العموم ليس باللاعب المعجزة الذي يمكن أن يتحسر عليه الأهلاويون إن ذهب للاتحاد أو لم يذهب.
فالسوق مفتوحة ومليئة باللاعبين بطول الأرض وعرضها مادام هناك سيولة وقدرة على البحث عن بديل حيث ما زال هناك متسع من الوقت حتى الآن لكسب توقيع لاعب أفضل والسماسرة بالعشرات لتوصيل الطلبات.
أما مسألة الضغط على صيغة (المزايدة) ورفض هذا الأسلوب فهذا الأمر محفز للغاية ولكن مع مَن يا عنقري ومتى؟!
فالاتحاد منذ سنوات سقط من قاموسه التفاوضي هذا المبدأ ولم يعد مفاوضه يفرق بين ما يجب وما لا يجب في مثل هذه المواقف.
ولدى مفاوضه استعداد تام أيضاً أن يدفع عشرة أضعاف ما قد يدفعه أي نادٍ سعودي في أي لاعب حتى لو كان (مقلباً) لكيلا يوقع إلا (له) فقط وقصة المغربي جواد ما زالت حاضرة وهناك أيضاً عشرات اللاعبين الذين زايد الاتحاد على أثمانهم لكيلا يذهبوا لأندية بعينها وليس من باب أن مصلحته الأدائية تقتضي ذلك.
لذلك المهم جداً أن يتفهم العنقري أن أبو عمارة بريء مما حدث حتى وإن ذهب اللاعب إلى الاتحاد فالرجل ليس له ناقة ولا جمل في الأمر ولو كان القرار بيده لما فعلها لأنه يقدر أهمية مثل هذه الأمور ويعرف أنها خاطئة وليست جيدة وتعد نوعاً من العبث وليست شطارة ولكن الرجل ما (بيده حيلة) على الإطلاق والانقسام الذي يعيشه مجلس إدارته واحد من أهم نقاط الاختلاف في داخله هذه الخطوات المضرة.
وموضوع (مانسو) على العموم من المفيد جداً أن يكون رسالة واضحة وصريحة لمن يظنون أن الاتحاد قد تغير سواء في الأهلي أو خارج الأهلي فالحذر واجب يا صاحبي.