|




سعد المطرفي
دعوا جمهور الوحدة يقرر
2009-03-15
التركيبة الوحداوية ليست معقدة على الإطلاق، فهي سهلة جدا ومنسجمة ومتداخلة كمكونات ماء زمزم، إنما (المعتقدون) داخل التركيبة الوحداوية أكثر تعقيداً وأكثر تهويلاً للأمور وأكثر تأزيماً للمواقف.
فالتركيبة الوحداوية مرنة وبسيطة للغاية، وتريد أن تقفز بناديها سريعاً إلى خطوط المنافسة.
ففي الوحدة مواهب ومقومات نجاح وجمهور وأعضاء شرف وطاقات إدارية وعقول منتجة ومال ودعم، لكن هؤلاء (المعقدين) لا يرضيهم كل ذلك، ولديهم حساسية بالغة من التغيير، ولديهم حساسية مفرطة من كلمة تطوير أو حتى مبدأ التحسين الجزئي لأوضاع النادي، وليس لديهم الاستعداد النفسي للتفكير في ما هو منطقي أو عقلاني أو هو ممكن وطبيعي ويحدث في كل الأندية لأسباب تافهة جدا.
فهم يرون أن الوحدة لو تطورت وحققت بطولة بعد عام أو عامين سيصبح من الصعب السيطرة على زمام الأمور فيها، ومن الصعب أيضا إقناع الناس بأنها بحاجة إلى تدخل وحلول و(هيلولة) إصلاح ولم شمل وتهدئة.
ومن الصعب أيضا أن تكون لهم أدوار ومكاسب إعلامية على حساب هذا النادي.
ففي اجتماع الأمس الذي بدأ عشوائيا في كل شيء وانتهى بنفس الصيغة قيلت كل الحقائق عن الوحدة، لكن الوحداويين فشلوا في الوصول إلى الحل وتركت المشاكل معلقة إلى أجل غير مسمى، ولو عقد الوحداويون عشرات الاجتماعات بنفس الطريقة لن يخرجوا بأي شيء على الإطلاق.
لأن (حراجات) الآراء غير الهادفة ليست مسلكاً صحياً للوصول إلى الحل ليس في الرياضة فقط إنما في كل شيء.
حتى التكليف لو استمر تدويره لعشرة مواسم أخرى ربما لن يتغير أي شيء في الوحدة طالما هؤلاء (المعقدين) بالمرصاد لكل محاولات التغيير والتطوير والتحسين، لذلك ليس على الرئاسة من سبيل سواء أن تدع الجمعية العمومية هي من تقرر ما هو الحل الأمثل لأربع سنوات مقبلة طالما هناك ثلاثة آلاف مشجع قد سددوا رسوم اشتراكاتهم منذ عام.
فمن الناحية القانونية من حق هؤلاء الثلاثة آلاف مشجع أن يختاروا مرشحيهم أسوة ببقية جماهير كل الأندية، وليس هناك ما يمانع طالما تم تأجيل الجمعية العمومية الموسم الماضي والتزم هؤلاء بتسديد اشتراكاتهم في انتظارها هذا العام.
فتجربة المجلس التوافقي فشلت وكانت الفضائح بجلاجل، وأي مجلس توافقي آخر سيكون مصيره الفشل لا محالة لذلك لا حل إلا من خلال إقامة الجمعية العمومية في موعدها، وعلى الجميع أن يقبل بالنتائج أو يتم تكليف المرشح الذي تريده الجماهير، على الأقل لكي لا يكون الاختيار مبني على خطأ وتستمر مأساة الوحدة عاما آخر، فجمهور الوحدة يجب أن يحترم موقفه ورأيه على الأقل.