الأحد الماضي قلت إن الهلال روح الكرة، فحينما يفوز يفرح الناس بذلك، وحينما يتعادل تقسو الكرة على ناسها، وحينما يخسر تصبح الكرة بلا طعم ولاقيمة ولاناس.. فغضب مني من ليسوا بهلاليين.
وقبل عامين قلت إن الهلال أداة قياس عادلة لمستوى الدوري فغضب الأخ فيصل عبدالهادي وعلق في عكاظ يومها بما علق.
والبارحة حينما سُئلت إذاعياً قلت إن كل الأشياء العشوائية في جدة أصبحت على المكشوف، والاتحاد انضم للقائمة والبركة في المطر والهلال.. فلحق بالغاضبين المهندس الكبير.
والهلال بطبيعته لا يتوقف على غضب فلان وعلان ويمضي في نتائجه.
وغضب هؤلاء مما أقول لا أقيم له هما لأنه ليس عاما وغير منطقي إنما خاص ومحدود.
وأظن اليوم أن من حسن حظ لجنة التطوير أن الهلال فتح لها بابا لترى حقيقة الأمور على طبيعتها، وإن تجربة الهلال في كل شيء يجب أن تعمم على كل الأندية كي تنهض من جديد إذا أردنا فعلاً أن نطور.
والمسألة ليست تعصبا وميولاً ونشوة فوز عريض إنما هي ثوابت شاهدة.
فغياب عزيز لم يؤثر على الهلال، وانتقال التايب لم يضعف الهلال، واختياراته للمدربين والمحترفين دقيقة وموفقة.. ولا أحد في الهلال يتدخل في عمل الآخر، وشرفيا الكل ملتزم بمصلحة الهلال، والهلال يمتد طولا وعرضا بحقيقته، وجمهوره يثق مما يحدث في الهلال.
ولذلك ما فعله الهلال (بالإتي) الخميس ليس شيئاً استثنائياً أو غير متوقع بل هو من صميم الحياة والأشياء اليومية المعتادة.
فالكبسة والاتحاد يؤكلان بالخمسة.. طالما هناك من يريد إشباع جمهوره.