|


سعد المطرفي
 (كل ماتخلص مع الناس كنك تغشها)
2010-02-28
الدكتور إبراهيم شقدار لايحتاج إلى مكيجة ولا إلى  تجميل ولا إلى إشادة من أحد، فهو أستاذ جامعي ورياضي حقيقي وعملاق في التفكير ولديه تاريخ نزيه جدا من العمل الدقيق والإنجازات المتعددة، ويحظى بتقدير كثير ممن تعاملوا معه أو عرفوه عن قرب أو تتلمذوا على يده، فمن يلتقيه ولو لمرة واحدة  يجد نفسه تلقائيا يثق فيما يقول  ويؤمن بمعظم أفكاره العلمية.. لأنه لايناور ويتكلف في الكلام إنما يتحدث بلغة العقل والمنطق والأرقام والحقائق وبطريقة مباشرة وسهلة الفهم.  
فهو أحد أعضاء فريق استراتيجية مكة المكرمة الحديثة،  وقد طرح عليه الوحداويون  قبل موسمين فكرة صناعة خطة تطويرية شاملة  للوحدة لعشر سنوات مقبلة تفك اختناقات النادي وتحرره من فقره المتزايد  وتعيده لخطوط المنافسة وتنظم كل شيء في داخله، بعدما أفسد (البكاشون) كل شيء في الوحدة ولم تعد هناك أي بارقة أمل لإنقاذ النادي من عثراته المزمنة إلا بالتجديد وإبعاد المتسلقين ومن لا قيمة لهم ذهنيا، على اعتبار أنهم يمارسون دوما أدوار سياسة القطيع  بالتصفيق والتطبيل مع كل إدارة فاشلة.
فوافق الدكتور وفعل متطوعا ومشكورا مع مجموعة من الوحداويين على إعداد هذه الخطة، واستغرق العمل جهودا مضاعفة وسهراً وتعباً وزمناً ليس يسيراً عبر فريق عمل منظم ووفق أسس علمية تتوافق مع متطلبات الاتحاد الآسيوي ومع الخصخصة ومع ما قد يحدث من تحولات مستقبلية للأندية،  وطُرح المشروع ولاقى قبولا وتحمسا لافتا من كل الوحداويين لتنفيذه، ورحب به الأمير سلطان بن فهد  لكن الأخ  عبد المعطي كعكي ما أن كُلف لموسمٍ واحد حتى  كان  له رأي آخر لعل وعسى أن لا تتطور الوحدة وتبقى أسيرة  للديون الشخصية والبحث عن رئيس  فلا أن تجد غيره، وعن حلول  وعن داعمين.. لتبقى  كما هي رهينة المحبسين بلا بطولات وبلا تنظيم وبلا قدرة على مقاومة عبث دائنيها .. (فطنش) المشروع بعض الوقت ثم استدار عليه بفكرة إعداد خطة  أخرى للتطوير أمام إصرار الوحداويين على فعل أي شيء لناديهم من أجل المستقبل..  وليته جاء بما لم يأت به الأوائل، فالخطة التي كلف بها بعض أعضاء مجلس إدارته جاءت ملامحها الأولية  مطابقة  لما قدمه الدكتور الشقدار في مشروع وحدة المجد،   وأنا لا أعرف من أعدها  ولست مهتما بذلك.. لكن ما سمعته أنها لم تكن ببلاش،  فإن كان ذلك صحيحا لابد من السؤال لماذا لم يتم تفعيل المشروع الذي قدمه الدكتور الشقدار؟  وهل يعقل أن تصادر جهوده هو وفريق العمل هكذا بلا جزاء أو شكر؟ أم أن أفكار الشقدار لاتليق طالما هي (ببلاش)؟ فإن كانت هذه هي الذريعة فوا أسفاه على الوحدة بمن فيها، ثم هل خزينة نادي الوحدة تتحمل مزيدا من الإنفاق للبحث عن خطة جديدة وهناك دراسة مكتملة من رجل أكاديمي  شاهق وحداوي معاصر ويحمل بين منكبيه مشاريع  تطويرية أهم من نادي الوحدة؟ ولو افترضنا أن هناك من دعم دراسة الخطة الجديدة من أعضاء الشرف ولم تتحمل خزينة النادي شيئا، لماذا الإصرار على إيجاد خطة بديلة، وما هي الملاحظات الجوهرية التي تستوجب ركن خطة الدكتور الشقدار؟  ولماذا العودة إلى نقطة الصفر والنادي ينزف من كل جانب؟ وهل الدكتور الشقدار وفريق عمله  قدموا (شربات) وليس مشروعا علميا يتوافق مع الواقع ومتطلبات المستقبل ويساير التحولات؟ وإن كنت شخصيا أعرف أن الأسئلة في الوحدة لا تحرك ساكنا.
فأسوأ ما في الوحدة  الجحود لجهود أبنائها، ومن يعملون بإخلاص من أجلها مهما كانت حدة الاختلاف، فالتونسي غادر وتناسى الوحداويون أنه بذل من ماله ووقته وصحته الكثير، وخالد المطرفي المطالب من كل الوحداويين أن يكون رئيس ناديهم القادم..  ألبوا عليه صغار المراسلين و خفافيش المنتديات،  والشقدار  اليوم، وغدا  آخرون سيطولهم الحال لا محالة،  فماذا بقي في الوحدة بعد ما أصبح الفقر والعبث والفوضى وسوء النتائج ورحيل النجوم والجحود عنوان كل شيء.