|


سعد المطرفي
ما لايفهم في الوحدة
2010-03-07
 كان عبدالرحمن الدهام الوحيد الذي يفهم في قانون الكرة وفي اللوائح والأنظمة..  والبقية على قد الحال، فكلما اشتد الخلاف على حالة معينة واتسعت مساحة الجدل خرج ليفند ويفسر ويقنع بكاريزما خاصة ولا أحد يغلبه في الرأي.
 لكن بعدما  تشعبت الأمور المرتبطة بالكرة واتسعت وتعددت مابين الاحتراف والانتقالات وحالات سوء السلوك والانضباط والمنشطات وقائمة الوصفات الطبية المحظورة، لم يعد الدهام وحده ظاهرة في التفسير والإقناع وتحليل نقاط الجدل الساخنة، فالكل أصبح بالأسانيد والنصوص والفقرات (يفهم) في كل شيء.
لكن مالايفهم هذه الأيام أو يستعصي على الفهم ولا تنفع معه حنكة الدهام ولاثقافة المفسرين الجدد لقانون الكرة أو اللوائح والأنظمة  وتشعباتها كيف تطلب إدارة مكلفة التمديد لنفسها أطول وقت ممكن وهي لم تحقق بطولة ولا  وصافة ولانتائج غير مسبوقة، وتفاقمت الديون عليها  وليس لديها ما تفعله.. في توقيت تخلت الشركات الراعية عنها وعن الوحدة، وقاطع الجمهور المدرجات، وغاب عاطي، وانهارت ألعاب بنيت من سنين، وفضل أعضاء الشرف الابتعاد عن الوحدة، والفوضى تضرب بأطنابها في كل جانب، وبعض ألعابها تشارك في دورات خارجية بلا موافقة أو استئذان.     
فما الذي يجعلها تطلب التمديد لفترة ستة أشهر وهي تدرك أن ليس بوسعها أن تحقق شيئا؟!
 ولأنني لا(أفهم) لماذا فعلت ذلك حتى الآن،  لكن ما هو ممكن من حيث التفسير هو إنها عمدت إلى طلب التمديد إما لكي تتمكن من بيع عقدي كامل الموسى و المر والهزاني لاسترداد ديونها الشخصية وتترك النادي فيما بعد بلا لاعبين ولامال ولا جمهور ولافسحة للتفاؤل والأمل.
وإما للضغط على أعضاء الجمعية العمومية المسجلين رسميا من خلال موعد جديد يصادف بداية دخول موسم الحج  كيلا يتمكنوا من التصويت لاختيار مجلس إدارة جديد.. لتبقى في الوحدة حتى لا يبقى من الوحدة أثر.
وإما لكسب مزيد من الوقت لتسجيل أكبر قدر من الأصوات لضمان فوزها في الجمعية العمومية المقبلة.
ولأنني لا أفهم أي الاحتمالات الثلاثة يقف خلف طلبها للتمديد إلا أن  بقاءها  لن يغير من حال الوحدة شيئا، وإفساح المجال أمام إدارة قادرة على أن تعمل وتنفق وتملك رؤية عملية صحيحة وواضحة أفضل بكثير من استمرار هذه  الإدارة.
فديون الوحدة حتى الآن تجاوزت العشرين مليون ريال، ولو استمر مسلسل الديون لأربع سنوات مقبلة سيكون الوحدة أكبر ناد مدين في آسيا ولن يجد من يقبل العمل فيه، ومن سيقبل لن يكون بوسعه سوى التفرغ لبيع عقود لاعبيه من موسم لآخر، ولن يكون بوسع الوحداويين التفكير في بطولة قبل أقل من خمسين سنة مقبلة.
وليس من حل سوى  إقامة جمعية عمومية يختار من خلالها الوحداويون الأفضل لإدارة ناديهم.