رحمك الله ياسلطان الخير والعدل والإحسان والإنسانية والمهابة فليس الوطن وحده من سيتعزى فيك بل الدنيا بأسرها ، من مشرقها إلى مغربها ، فغيابك فجيعة وأسى وحزن وغياب لكل نهارات الكون الطيبة بعد أن كنت فينا ملاذا للأيتام وللغارمين وللمظلومين وللأرامل والثكالى وللمهمومين ومن جارت عليه نوائب الدهر وصروف الأيام ، وسورا حصينا منيعا لهذه الدولة الشامخة الأبية في جزء مهم من مراحل بنائها وتأسيس جيشها الحديث وتطوير مراحل تعليمها وبناء إنسانها على أسس صحيحة من العقيدة النقية والعلوم النافعة، كما كنت فينا أميرا وقائدا وحكيما لا مثيل له .
فاللهم اجعل كل ما قدمه ولي عهدنا الأمير سلطان بن عبد العزيز طوال عمره للإسلام والمسلمين من أعمال جليلة في موازين حسناته خالصة لوجهك الكريم يارحمن الدنيا والآخرة ، وما قدمه من أعمال مثمرة لخدمة الحرمين الشريفين ولمواطني هذه البلاد العظيمة المباركة في موازين حسناته أيضا يوم أن يلقاك ، واجعل قبره روضة من رياض الجنة ، وهون عليه السؤال ويسره واجعله في عليين مع الشهداء والأنبياء والصديقين وممن رضيت عنهم وشملتهم برحمتك وغفرانك ، واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، واجعل ما مضى له من تعب وألم ونصب طهورا له من أدران الدنيا ، فقد عدل فينا وأحسن إلينا وأكرمنا وأعز منازلنا وحبب قلوبنا في الخير و كان حلمه أسبق من غضبه ولطفه أشمل من حزمه ، وفيض جوده أشمل وأعم على أبناء هذا الوطن وأرجائه .
فاللهم إنا لا نملك إلا الدعاء ، ومنك الإجابة فاقبله منا إنك أنت العزيز الرحيم واجبر مصاب الأمة في رحيله واجعله ممن لا خوف عليهم ولاهم يحزنون في جنات النعيم .