|


سعد المطرفي
حراء ليس للبيع أوالتقبيل
2011-12-04
نادي حراء كان اسمه القديم الكفاح، وقد كافحت إدارته الأخيرة من أجل إنقاذه بعدما تدهورت أحواله وأصبح مدينا ويسير متخبطا في كل اتجاه بفعل قرارات التكليف والأوصياء ولجان الترميم وكذابي الزفة، حتى أصبح نسيا منسيا ولا علاقة له بالرياضة إنما بالتناحر وتصفية الحسابات والضرب من تحت الحزام، فإدارة البطلين.. بطل الدرجات محمد عسيري والتربوي المميز حامد مؤذن صنعا نموذجا واقعيا في كيفية إعادة تأهيل الأندية المتعثرة إلى أندية ذات كفاية مادية عالية وقدرة على النجاح وعلى تجاوز أدران الماضي بكل مافيه.. وكل ذلك في أربع سنوات فقط.. أي في ألف وأربعمائة وأربعين يوم عمل، فهذا الثنائي بفعل التخطيط الواقعي والمصداقية والأمانة الأخلاقية تمكنا من تسديد ديون النادي من خلال موارده المتاحة وفقا للنظام، ورفع مداخيله السنوية إلى مستوى أصبح يحقق معه فائضا يتجاوز كفايته إلى الضعفين.. حتى أصبحت ألعابه وفرقه تعسكر في مصر وبيروت واسطنبول وتونس، ولديه شراكة مع مستثمر تجاري لمدة خمسة وعشرين سنة بقيمة مائتي مليون ريال.. تتمثل في حجم المنشآت التي ستعود ملكيتها للنادي مع نهاية فترة الاستثمار.. وهي أصول ثابتة بخلاف المبالغ الأخرى التي مازال المستثمر ملتزما بدفعها لخزينة النادي سنويا، كما أن لنادي حراء اليوم علاقة منافع متبادلة مع الأهلي والاتحاد والهلال والشباب والنصر، ويهدي نادي الوحدة بعض اللاعبين من باب الإحسان إلى الجار، وفريقه لكرة القدم يسير وفق خطة واضحة لايمكن أن تتأثر بتغيير الإدارات، وهدفه الأساسي الصعود ومن ثم الوصول إلى دوري الدرجة الأولى، وحراء اليوم أغنى من نادي الوحدة ماديا وأفضل استقرارا وأكثر منطقية في منهجه الإداري، ولديه ألعاب متميزة جدا، وكل هذا العمل المتكامل جاء نتيجة للمصداقية في طرح الأفكار والواقعية والبعد عن الدسائس واختيار الأكفاء وتجديد الدماء الإدارية باستمرار، وللأسف بعض من هدموا كل شيء يمكن إصلاحه في نادي الوحدة يحاولون الآن هدم نادي حراء على من فيه من خلال طرح فكرة تبادل المواقع بينه وبين نادي الوحدة كي يخرجوا من ورطة الاستثمار، وذلك بعدما اكتشفوا أن ساعة الجد قد بدأت وكل أطروحاتهم الإنشائية المتمثلة في تشييد فندق خمس نجوم وخمس قاعات أفراح ومول تجاري لن تتحقق من خلال موقع نادي الوحدة، وأن كل ما قدم من تقارير وأفكار كانت لمجرد تصفية المجلس الشرفي والإتيان بفكرة اللجنة، وأن الحل الوحيد المتبقي أمام الرأي العام هو التضحية بنادي حراء وأخذ موقعه، أونقل فريق الوحدة لكرة القدم إلى مدينة جدة وإبقاء بقية الألعاب في المقر الحالي بمكة المكرمة، والتعامل مع فريق كرة القدم ككيان تجاري مستقل، وفكرة نقل فريق كرة القدم إلى مدينة جدة بجوار الأهلي والاتحاد قد حذرت منها قبل شهرين، وستصبح واقعا لامحالة يوما ما إذا ما سلم حراء.. لأن توفر ملعبين ومقر إداري ومدينة تتيح للمدرب واللاعبين فرصة العمل معا في شكل مرن بعيداً عن مشقة السفر اليومي، ووجود الجهاز التدريبي في مدينة واللاعبين في مدينة ورئيس النادي في مدينة هي أحد المبررات التي سيمرر من خلالها مبدأ نقل فريق نادي الوحدة إلى جدة، وقرار النقل لو أصبح واقعا في أي لحظة قادمة سيكون فرصة ذهبية لحراء لإعادة إحياء الرياضة بشكل كلي في مكة المكرمة، فالوحدايون سيكونوا قد باعوا ناديهم بثمن بخس، أما فكرة تبادل المواقع بين الناديين فهي غير منطقية وغير مقبولة وهدم لآخر ناد يمكن أن يبعث الأمل للرياضة في مكة المكرمة بمستقبل واعد.. بعدما سئم الناس الوحدة.