|


سعد المطرفي
فصل اتحاد الكرة
2012-01-08
ما المانع من أن يحتفظ الأمير نواف بن فيصل بموقعه كرئيس عام لرعاية الشباب فقط ويتخلى عن رئاسة اتحاد الكرة طالما هناك بوصلة جديدة للتغيير ستحدث داخل نطاق الرئاسة على أن تظل مرجعية الاتحاد في نهاية الأمر مرتبطة بسموه عند حدوث أي خلاف أو تصعيد يستوجب التدخل.
وفكرة التخلي عن اتحاد كرة القدم وإعطاء الفرصة للأندية وللوسط الرياضي ككل في أن يعيدا تشكيل الاتحاد الأهم من خلال الانتخابات المباشرة ستريح سموه كثيرا من حيث تراكمية حجم أعمال الاتحاد وتعددها، وستعطي له أيضا حيزا أكبر لمحاسبة رئيس وأعضاء الاتحاد بشكل جاد من جهةٍ أخرى أمام الرأي العام إذا ما كانت هناك أخطاء لا تبرر ، خصوصا وأن المبررات غير المقنعة والمتداخلة التي أصبحت تطرح كلما سجلت الكرة السعودية مزيدا من التراجع أو حدثت إشكالية ما في ملاعبنا لم تعد تتوافق مع مستوى ذهنية المتابع البسيط للرياضة المحلية ومناشطها المتعددة ، كما أن الجمع بين المسئوليات المتعددة في قطاع بحجم قطاع الرياضة والشباب أمر مرهق جدا ولا يمكن أن تكون نتائجه مشجعة والدليل نتائج معظم الألعاب السعودية في المنافسات الأخيرة، وتحول المناخ الرياضي العام في فترة وجيزة جدا من مناخ أدائي مسئول إلى مناخ تبريري حاد المزاج ومخرجاته غير مشجعة ولا تتلاءم مع حجم مستوى الإنفاق عليه.
ففي الدول الشقيقة التي لا يرتقي اقتصادها وحجم مداخيلها إلى مستوى اقتصادنا لم يكن الدعم الحكومي المحدود جدا عائقا أمام خطط التوسع في بناء المزيد من الملاعب الرياضية الحديثة والأندية مناصفةً مع القطاع الخاص وفق أطر استثمارية واضحة ومحفزة في ظل تفرغ الجهاز التنفيذي الأول لصناعة المزيد الخطط والاستراتيجيات وسن التشريعات المناسبة وعمل المراجعات الدورية والمحاسبة الفعلية لكل ما يقع تحت مظلته سواء بالانتخاب أو التعيين لا الاحتفاظ بمزيد من المركزية.

فالأندية في كل العالم هي نواة التجديد المستمر وليست اللجان والتزكيات الخاصة أو الاختيار المباشر الذي لا يستند في كثير من الأحيان إلى معايير موضوعية إنما إلى جمل وصفية عامة ، وبالتالي تحسين نوعية الممارسة الفعلية داخل الأندية أهم من التفكير في مقراتها وأهم من تعليق الجرس طويلا على هذه الجزئية ، فكثير من الأندية حتى الآن لا تستطيع تنفيذ جمعياتها العمومية بشكل طبيعي دون لغط وتشكيك ، وأعضاء الجمعيات العمومية كثير منهم لا يتمكن من ممارسة حقوقه المكتسبة على الأقل في اختيار من يريد بسبب ما يسمى بقرارات التكليف المبني على أسس غير متينة ، أوعلى التفسيرات غير الدقيقة للجان المراجعة ، وبالتالي العمل على إحداث مراجعة شاملة للممارسات داخل الأندية أهم الخطوات التي يمكن أن تحسن كثيرا من مستوى الناتج الرياضي وهي من قد تفسح المجال بشكل صحيح أمام اتحاد كرة منتخب مائة بالمئة نحو إعادة المناخ الرياضي إلى مستوى من الثقة ونحو إعادة عجلة الرياضة السعودية إلى مستوى الإنتاج إلى خط لا يتوقف من المبررات.