|


حمود السلوة
جامعات الشقق المفروشة
2010-09-30
في السنوات الأخيرة أصبح أسهل شيء من الممكن أن تحصل عليه وبمبلغ زهيد هو أن تحصل على شهادة (الدكتوراه) من جامعات (الشقق المفروشة) في أفريقيا تحديداً وفي غيرها من بلدان العالم وفق مسار آخر وهو (الدكتوراه بالمراسلة).
ـ في المقابل يحسب لبعض القيادات العليا الرسمية في وزارات الدولة رفضها الشديد والقاطع لأي موظف أو مسؤول داخل وزارته أو مؤسسته الرسمية أن يضع أمام اسمه وموقعه ووظيفته أو منصبه لقب (دكتور) ما لم تكن هذه (الدكتوراه) قد حصل عليها من قائمة الجامعات المحلية المعتمدة أو الجامعات ومؤسسات التعليم العالي العالمية والمعترف بها دولياً وأكاديمياً لدى وزارة التعليم العالي.. ووزارة الخدمة المدنية.. وبعد أن تفشت في السنوات الأخيرة ظاهرة الركض للحصول على هذه الشهادات المزيفة والتجارية لدى الكثير ممن يبحثون عن (البهرجة) و(الفخفخة) عن طريق دفع مبلغ مالي محدد لباحث أو أكاديمي أو مسؤول في إحدى جامعات المراسلة وجامعات (الشقق المفروشة) بحثاً عن (وجاهة) أو (برستيج) أو قيمة أكاديمية مزيفة أو قيمة إعلامية أو اجتماعية من خلال سهولة الحصول على مثل هذه الشهادات العلمية التجارية وغير المعترف بها رسمياً من قبل جامعات ومؤسسات أكاديمية عالمية مصنفة ومعتمدة ومعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي ووزارة الخدمة المدنية ومراكز البحث العلمي.
ـ وفي التفاصيل أن هذه (الدكتوراه) التجارية لا تتطلب أكثر من تحويل مبلغ مادي محدد.. والحضور لجلسة مناقشة صورية لمدة يوم أو يومين بعد أن يكون هذا المبلغ المدفوع قد استفاد منه عدة أشخاص داخل (جامعات الشقق المفروشة التجارية) للحصول على (دكتوراه) الـ(Speed Cach).
ـ دققوا جيداً في الكثير من هؤلاء داخل مجتمعنا العربي والخليجي والرياضي منه على وجه التحديد وفي قطاعات أخرى تربوية واقتصادية واجتماعية ورياضية وفنية وأدبية.. وكيف تفاجأتم بين يوم وليلة أن فلاناً أصبح دكتوراً قبل أن تعرف أنه قفز فجأة من الثانوية العامة إلى (الدكتوراه) وقبل أن يمر بمرحلة الدبلوم والبكالوريوس والماجستير.. وقبل أن تعرف تدرجه الأكاديمي وتسلسل مراحل تعليمه.
ـ أعرف شخصاً من هذا الصنف الحاصلين على شهادات دكتوراه الشقق المفروشة.. يستخدم لقب (دكتور) في علاقاته الاجتماعية وحضوره الإعلامي وحضوره المناسبات.. لكنه لا يجرؤ على استخدام لقب دكتور خلال عمله الوظيفي الرسمي أو أن يضع حرف (د.) أمام اسمه أو موقعه الوظيفي في المكاتبات والمراسلات والخطابات والتعاميم الرسمية داخل عمله الحكومي الرسمي.
ـ ما يعني أن هذه (الدكتوراه) المزيفة هي فقط للوجاهة والاستخدام الشخصي والإعلامي والاجتماعي وكروته الشخصية.