|


حمود السلوة
تفسير الأحلام وتفسير الواقع
2010-11-11
يقول الدكتور علي الخشيبان.. هناك علاقة طردية واضحة بين تزايد أعداد المفسرين للأحلام وطبيعة المجتمع.
ـ فكلما زاد عدد المفسرين في المجتمع فذلك دلالة على غياب الفهم للواقع الاجتماعي.
ـ لذلك يلجأ الفرد إلى تفسير (فشله) في فهم (واقعه) أو التكيف معه من خلال اللجوء إلى الأحلام وتفسيراتها.
ـ حالة مثل هذه كيف يمكن إسقاطها وبمهارة عالية على (واقعنا الرياضي) بكل برامجه ومناشطه وأدواته ومكوناته؟
ـ ومفسرو الأحلام داخل مجتمعنا الرياضي بشكل عام هم هؤلاء (الفلاسفة) و(المنظرون) عبر وسائل الإعلام ووسط هذا الفضاء الواسع والمفتوح.
ـ هؤلاء الذين لا زالوا يؤمنون بمقولات ومفاهيم خاطئة حين يرددون بغباء (أن خير وسيلة للدفاع الهجوم) و(أن شوط المباراة الأول هو شوط اللاعبين وشوط المباراة الثاني شوط المدربين) و(إذا لم تسجل يسجل فيك) و(أن أخطر النتائج هي 2ـ0) و(أن النتيجة لا تعكس واقع المباراة) و(أن لقاءات الفريقين لا تخضع لمقاييس فنية) و(أن اللاعب المحترف الفلاني وقع على بياض) و(أن هناك لاعب ناد وآخر لاعب منتخب) و(أن اللاعب الفلاني لاعب تدريب والآخر لاعب مباراة) و(المهم أننا كسبنا الثلاث نقاط) إلى جانب الشعار الكبير المرفوع في بعض استوديوهات التحليل والبرامج الحوارية وهو شعار (كما تفضل زميلي).
ـ هنا يجب ألا نذهب إلى تفسير واقعنا الرياضي قبل أن (نفكك) صحة هذه المفاهيم الخاطئة.. وأن نذهب إلى تفسير الأحلام بدلا من تفسير ما يدور داخل هذه الدوائر الرياضية بصدق وموضوعية وواقعية وعدل.
ـ نتحدث عن المستقبل وعن الاستراتيجيات وعن الاستثمار وعن الخصخصة والتلفزيون المدفوع وعن الاحتراف حتى نصل إلى قناعة بأن كل إنسان باستطاعته أن يتحدث ويناقش في كل الأمور والقضايا دون أن يجد من يقول له: أنت غير مؤهل أن تتحدث في كل الموضوعات والقضايا.
ـ يقابل هذا.. هذه الماكينة الإعلامية التي تدور وتطحن ليل نهار.
ـ كنا في السابق نعرف دلالات ومضامين مقوله: (ليس كل ما يعلم يقال) فتبدلت تفسيرات هذه المقولة إلى (ليس كل ما يقال صحيحاً).
ـ وعلى هذا النحو (يجب) عدم التصديق بكل ما يقال داخل دوائر المفسرين، والمنظرين والمحللين والمتفلسفين.
ـ الأكثر صحة أن مرحلتنا الحالية ليست بحاجة إلى مزيد من الاحتقان والإرباك ومزيد من مفسري الأحلام قدر حاجتها إلى تفسير الواقع الذي نعيش بداخله بروح التفاؤل والأمل والمستقبل الواعد.
ـ وألا نبالغ في الرؤى الوهمية البعيدة عن الواقع وأن نضع أنفسنا بمعزل عن (أحلام اليقظة).
ـ هناك غيرنا ممن استيقظوا فجأة على (الواقع) دون أن يمروا على أي من دوائر (الأحلام) و(الوعود).. وليس بالضرورة أحياناً أن (نحلم) قبل أن نتأمل (الواقع) .
ـ وأحياناً نجد في (أحلام اليقظة) غاية المتعة فقد نجد في (أحلام اليقظة) ما افتقدناه على أرض (الواقع).
ـ ويؤكد الدكتور علي الخشيبان قائلا: «إن الاستسلام للأحلام وما يعقبها من تفسيرات بعيدة عن الواقع بكل أدواته ومتطلباته واحتياجاته والظروف المحيطة بهذا الواقع مرتبطاً أيضاً بمستوى التعاطي مع الذهنية والعقلية ومستوى الوعي والثقافة والتربية والسلوك ومرتبطة بروح الواقع وليس بروح الأحلام المبالغ فيها.. واقع يحتاج إلى (التصحيح قبل الإصلاح) وإلى (الإصلاح قبل التطوير) وإلى (التطوير قبل المنافسة).
ـ فالأحلام ليست طموحاً.. الأحلام هاجس.. والأحلام (طيف عابر).
ـ أما (الواقع) بكل تحدياته وتفسيراته هو (رهان المستقبل) وهي المعادلة الصعبة فيما بين (تفسير الحلم) و(تفسير الواقع).