|


حمود السلوة
رسالة حب للأمير نواف
2011-01-27
الخلل يا سيدي ليس في بيسيرو وحده.. الخلل يا سيدي في الدائرة الضيقة جداً التي كانت محيطة بالمدرب بيسيرو حين سكتت طيلة المراحل الماضية على برنامجه الضعيف وتخبطاته الفادحة.
ـ الأخطاء يا سيدي لا تختزل في خسارة مباراة أو لخروج من بطولة.. بل الخطأ يا سيدي في تركيبة المنظومة الرياضية بدءاً باللجنة الأولمبية مروراً بالاتحادات الرياضية ومكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب وانتهاءً بالأندية.. وما يعقب ذلك يا سيدي هو مجرد تفاصيل لعناوين كبيرة.
ـ عناوين تتعلق بالتخطيط ورسم الإستراتيجيات والسياسات وتحديد الأهداف وترتيب الأولويات ونوعية العناصر البشرية المؤثرة في العمل الرياضي.
ـ أعرف أيضاً أن الأمير سلطان بن فهد ـ حفظه الله ـ قدّم كل شيء وبذل الوقت والجهد والمال والبطولات والإنجازات لكن متطلبات قطاع الرياضة والشباب ومتطلبات المستقبل أصبحت تتسع يوماً بعد آخر وبما لا يوازي حجم الدعم الحكومي المحدود لهذا القطاع الهام.
ـ ولهذا كان خروجنا المبكر من بطولة الدوحة (نتيجة) وليس (سبباً)، وبقدر ما كان متوقعاً، فقد كان أيضاً محزناً وأصبحنا من خلال هذا الحزن نتغنى ونستحضر جيل ذلك الزمن الجميل، وأصبحنا نستحضر نجوماً وبطولات وأجيالا وتاريخاً ومراحل.
ـ أريد أن أقول: إن الأمير نواف بن فيصل بن فهد ومن موقع مسؤولياته الأخيرة لا يستطيع وحده أن يحقق وبزمن قياسي قصير كل الآمال والطموحات.
ـ فأمام الأمير نواف بن فيصل ملفات لا أقول إنها (ساخنة) بل (معقدة).. ولا تقتصر هذه الملفات على مجرد استقطاب مدرب أكثر كفاءة وقدرة من بيسيرو.
ـ إنها يا سيدي منظومة عمل رياضي وشبابي متكاملة ومتداخلة ومتشابكة تتطلب أولاً وعاشراً تعميق ثقافة (التغيير) ليس في الأسماء بل في الرؤى المستقبلية والعقليات والفكر المتجدد الذي يحاكي متطلبات الحاضر قبل استحقاقات المستقبل.
ـ يا سيدي.. نريد قطاع الشباب والرياضة قطاعاً حيوياً ومنتجاً.
ـ نريده قطاعاً (للممارسة) مثلما هو قطاع (للمنافسة).
ـ يا سيدي.. قالت العرب في الأمثال (ربما صحة الأبدان في العلل) وهو ما يعني أننا بين مرحلة وأخرى بحاجة إلى (ضربة موجعة) تحرك هذه المياه الراكدة وتعمق ثقافة إعادة ترتيب الأوراق وتكرّس قيم الإصلاح والتصحيح والتغيير قبل أن نفكر بأدوات التطوير والانطلاق إلى آفاق المستقبل.
ـ بقي أن أقول: إن الأمير نواف بن فيصل وحده لا يستطيع أن يتحمل مسؤوليات وضخامة العمل الرياضي والشبابي ما لم تكن بجواره كفاءات مدربة ومتخصصة ومؤهلة تساعده على طرح برنامجه وخططه وإستراتيجياته وأهدافه وتطلعاته بعقلية الحاضر المنفتح وفكر المستقبل المتجدد.
وبقيت أيضاً أمنية صادقة من محب لهذا المسؤول الطموح والأمير الجميل بفكره وعقليته ألا يحرص الأمير نواف بن فيصل بن فهد على تشتيت جهده ومسؤولياته في أكثر من موقع قيادي سواءً داخل الاتحاد العربي لكرة القدم، أو الاتحاد العربي للجان الأولمبية الوطنية، أو الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، أو حتى محلياً على مستوى أكثر من موقع قيادي في اتحاد القدم، أو هيئة دوري المحترفين، أو اللجنة الأولمبية والجمعية السعودية لبيوت الشباب أو اتحاد الفروسية وغيرها من المهام والمسؤوليات المحلية والتي ستأتي على حساب الوقت والجهد ومستوى التركيز الذي نحتاجه من الأمير نواف بن فيصل وبالتالي نستثمر جهد ووقت الأمير نواف في تنظيم العمل الرياضي والشبابي المحلي والاكتفاء بعضوية الأمير نواف بن فيصل في اللجنة الأولمبية الدولية في إطار الرؤية التي طرحها هنا في “الرياضية” الزميل مساعد العبدلي.