|


حمود السلوة
ثقافة العمل التطوعي في زمن الاحتراف
2011-03-10
أعرف تمام المعرفة أن العمل التطوعي هو قيمة إنسانية واجتماعية ووطنية، وأعرف أكثر أن العمل التطوعي بلا مقابل مادي، لكن الذي أعرفه أكثر وأكثر في ثقافة العمل التطوعي أنه عمل وخدمة محدودة الوقت ولا تأخذ صفة الاستمرار، تظهر هذه الثقافة في الظروف الاستثنائية كالحوادث والكوارث والأزمات والمناسبات الاجتماعية والخيرية والمناسبات الرياضية والبطولات والدورات والمهرجانات وغيرها.
ـ لكن ثقافة التطوع والعمل بالمجان لا تنسجم صراحة مع متطلبات المستقبل الاحترافية، وما هو حاصل الآن داخل وسطنا الرياضي وتحديداً مجالس إدارات الأندية ولجان الاتحادات الرياضية أننا نريد أن نقدم عملاً احترافياً مكتملاً بعقليات الهواة وفكر المتطوعين.
ـ بصورة أخرى، أنه تحت أية ظروف أو مبررات لا يمكن أن يكون عمل الهواة والعمل التطوعي موازياً بالقيمة الفنية للعمل الاحترافي.
ـ فالعمل الإداري بالأندية والاتحادات الرياضية يتطلب التفرغ والحوافز المادية المشجعة والمحفزة لتقديم عمل احترافي مكتمل بعد أن أصبح سوق القنوات الفضائية واستوديوهات التحليل والبرامج الحوارية تقدم لأكثر من 14 رئيساً وعضواً يعملون في لجان اتحاد كرة القدم من عقود ومكافآت عشرة أضعاف ما يقدمه لهم اتحاد كرة القدم الذي لا يتعدى مكافآت جلسات أو اجتماعات شهرية محددة بالعدد.
ـ ومن هنا يمكن القول إنه من الصعب جداً أن يعطي أو يقدم أي رئيس لجنة أو عضو في إحدى لجان اتحاد كرة القدم نفس المقدار من الجهد والحرص والإتقان والقدرة الذي تقدمه له مؤسسة فضائية وإعلامية وبين ما تقدمه له مؤسسة رياضية، لهذا يكون العمل في هذه القنوات الفضائية أكثر إغراء وتحفيزاً وهو ما يظهر مسافة التباين الشاسعة بين ما تقدمه المؤسسة الرياضية وما تقدمه المؤسسات الإعلامية من محفزات مادية.
ـ زبدة الكلام.. هل بمقدور اتحاد كرة القدم السعودي أن يعطي عادل البطي أو خالد الشنيف أو نواف التمياط أو عبدالعزيز الخالد أو محمد الخراشي أو محيسن الجمعان أو عمر المهنا أو عبدالرزاق أبو داوود أو زكي الصالح وهؤلاء جميعهم رؤساء وأعضاء لجان في اتحاد كرة القدم السعودي ويعملون في نفس الوقت بعقود عمل داخل العديد من القنوات الفضائية واستوديوهات التحليل ما تمنحهم إياه هذه المؤسسات الفضائية وبالتالي يتفرغ هؤلاء لأعمالهم في لجان اتحاد كرة القدم بالمقابل المادي الذي تدفعه لهم هذه المؤسسات الإعلامية حتى يقدم هؤلاء وبهذه الحوافز عملاً إدارياً وفنياً عالي الجودة ينعكس إيجابياً على الكرة السعودية؟.