|


حمود السلوة
بلاتر وابن همام.. حرب الرشاوى والكلام
2011-05-26
حمل تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية مؤخراً نفي دولة قطر لكل الاتهامات بدفع رشاوى لعدة أطراف مقابل الحصول على حق تنظيم مونديال 2022 لكرة القدم.
ـ وأشار التقرير الذي أثاره في البرلمان الإنجليزي في حزب المحافظين (دانيال كولينز) حين جاءت الاتهامات موجهة وبشكل مباشر إلى رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الكاميروني (عيسى حياتو) و(جاك أنوما) من ساحل العاج تقاضى مبالغ مالية (رشوة) عن طريق أحد الوسطاء وصلت إلى مليون ونصف المليون دولار لكل واحد منهما مقابل التصويت لمصلحة ملف قطر لاستضافة مونديال 2022 .
ـ قابل هذه الاتهامات موقف قطري رسمي قوي من خلال بيان رسمي نفت فيه قطر كل الاتهامات والادعاءات والمغالطات غير المبنية على قرائن ودلائل وإثباتات حول ملف قطر المونديالي، وهو ما يستدعي التحقق من كل هذه الاتهامات عن طريق مؤسسات تملك السلطة الاستقلالية والقانونية التي تمنحها الحق في الاستماع إلى كل الأطراف خصوصاً وأن هذه الاتهامات كانت صادرة من مؤسسات صحفية غير دقيقة كما تضمن البيان القطري التوضيحي.
ـ وجاء في البيان القطري أن هذه التسريبات الصحفية غير صحيحة ولا تستند على حقائق قانونية لكنها استخدمت كأحد أدوات الضغط لإرباك حملة القطري محمد بن همام الانتخابية التنافسية مع الرئيس الحالي لـ(الفيفا) السويسري جوزيف بلاتر، ما يعني أن الهدف هو إما انسحاب القطري محمد بن همام من الترشح لرئاسة (الفيفا) أو بسحب الملف القطري في تنظيم مونديال 2022 وتسليمه إما لاستراليا أو انجلترا، إضافة إلى التسريبات التي نشرتها صحيفة (الصنداي تايمز) اللندنية نقلا عن (مجهول) وصفه البيان القطري أنه أحد العاملين السابقين في ملف الترشيح.
طبقاً لمعلومات نشرها الزميل عبدالله الضويحي في زاويته الأسبوعية في صحيفة «الرياضية» منتصف الأسبوع أن بلاتر جمع حتى الآن ما يزيد عن 170 صوتا من أصوات أوروبا وأمريكا الجنوبية ومجموعة (الكونكاكاف) وأفريقيا وبعض الدول الآسيوية ومنها بعض الدول العربية في آسيا وأفريقيا، في حين أن ابن همام جمع حتى الآن ما يقارب 20 صوتا فقط وقد يفقد ابن همام أصواتا عربية أخرى ومنها المملكة العربية السعودية بعد موقف الاتحاد الآسيوي (المتخاذل) و(السلبي) من التصرفات المسيئة والعبارات السيئة والشعارات العنصرية التي شهدتها الملاعب الإيرانية مؤخراً تجاه أندية ودول منطقة الخليج وقياداتها ورموزها.
ـ وحمل تقرير وكالة الأنباء الفرنسية موقف (بلاتر) من مظاهر الفساد داخل (الفيفا).
ـ اللافت (صراحة) أن النائب في البرلمان البريطاني (داميان كولينز) في سياق شهادته داخل البرلمان البرطاني حول فشل انجلترا في الفوز باستضافة كأس العالم 2018 كان يستند في اتهاماته إلى صحيفة (الصنداي تايمز) اللندنية إلى رئيس الاتحاد الأفريقي (عيسى حياتو) و(جاك أنوما) من ساحل العاج وهما (للأسف) عضوان في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (الفيفا) وهما اللذان قيل عنهما أنهما حصلا على أموال قطرية مقابل دعم ملف قطر لاستضافة مونديال 2022 .
ـ لكن في المجمل لابد من التأكد من أن هذا التحريك لفتح قضايا الفساد والرشاوى داخل (الفيفا) إنما هو إحدى أدوات الضغط والابتزاز التي يمارسها رياضيون يفترض أن يكونوا عكس ذلك تماما من الروح الرياضية والأخلاق والعدالة والنزاهة وتعميق قيم الرياضة ومنافساتها الشريفة.
ـ وبالتالي أصبحت سطوة المال هي التي تتحكم في التأثير على القرارات ونتائجها واتجاهاتها لخدمة أطراف على حساب أطراف أخرى وسط عالم منفتح في كل الاتجاهات دون أن تحكمه ضوابط أخلاقية أو قانونية.
ـ وفي نفس ملف (الرشاوى) دخل دائرة هذه الاتهامات نائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس الاتحاد الأرجنتيني (خوليو جورندونا) الذي قيل أيضا أنه حصل على وعود قطرية ببناء 22 ملعباً رياضيا لكرة القدم بقيمة إجمالية مدفوعة للاتحاد الأرجنتيني وصلت إلى 78 مليون دولار، وامتدت اتهامات (كيستنر) والموجهة إلى قطر بأنها حصلت أيضا على صوت رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي (ميشيل بلاتيني) الذي قيل أيضا أنه تلقى توجيها بهذا الخصوص من الرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) إضافة إلى المباراة الودية التي جمعت البرازيل والأرجنتين في قطر والتي قيل أنها جاءت في إطار (الرشاوى) إذ حصل رئيس كل اتحاد على مبلغ مليون دولار من القطريين، وامتدت الاتهامات الموجهة إلى قطر بأن النجم الفرنسي (زين الدين زيدان) والأرجنتيني (جابريل باتيستوتا) حضرا اللقاء مقابل مليون دولار أيضا فيما حصل زيدان طبقا لصحيفة (الحياة) على مبلغ 14 مليون دولار لدعم ومساندة الملف القطري الذي يحاول بلاتر أن يسحبه من قطر إذا لم ينسحب القطري محمد بن همام من منافسة بلاتر على كرسي رئاسة (الفيفا).
ـ خلاصة القول أن كل الاحتمالات ستبقى مفتوحة طبقاً للتوجهات التالية:
1 ـ انسحاب بن همام من سباق الترشح لمقعد رئاسة (الفيفا) طبقا لمعدل الأصوات الضعيفة التي حصل عليها حتى الآن وضمان استضافة قطر مونديال 2022 .
2 ـ ملاحقة كل الأطراف التي سربت معلومات غير صحيحة وغير دقيقة ملاحقة قانونية.
3 ـ الانطباع السيئ الذي سيأخذه المجتمع الرياضي العالمي عن قضايا الفساد والرشاوى داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
4 ـ التأكد من صحة الاتهامات التي وجهت لقطر وعيسى حياتو وزيدان وباتيستوتا ومنتخبي البرازيل والارجنتين.
5 ـ فتح مزيد من ملفات الفساد داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم.