المتابع لما يدرو في الوسط الرياضي يلاحظ الإثارة لمواضيع لا تستحق كل هذا التطبيل والتكرار في الطرح غير المبرر والذي يؤصل البعد عن الحقيقة وغياب المصداقية فضلا عن أنه يبعدنا عن قضايا أساسية هي الأولى بالطرح والإثارة فليس من المعقول أن يتم التركيز على دوري كرة القدم للمحترفين وما يدور فيه وحوله فقط متناسين الألعاب الجماعية والفردية الأخرى حتى أصبح وضع الرياضة لدينا كرة قدم وكوجبة يومية في كل جريدة وكل قناة رياضية كما هي حال الوجبة السعودية بدون الرز، وتركت قضايا هي أشمل وأولى بالدراسة والمتابعة والطرح الناضج سواء من الناحية الإعلامية والناحية العلمية كإنجازاتنا في المشاركات الخارجية في الأولمبياد الآسيوي أو الدولي أو العربي وإهمال التخطيط الإستراتيجي لها وفتح المجال للدراسات العلمية وكيفية الرفع منها والإعداد لها، كما أن ما يحدث في ملاعبنا من تصرفات غير مستحبة من الجماهير الرياضية أو الشغب الذي يحدث في بعض المباريات لا يمكن تعميمه على أنه ظاهرة في ملاعبنا دون إجراء دراسة علمية وفق طرق البحث العلمي أو الدراسات المعتمدة للوصول إلى المعرفة والأسباب والوقوف عليها لوضع الحلول فالظاهرة التي لا يمكن قياسها لا يمكن إخضاعها للبحث والدراسة، والقياس يشير إلى عملية جمع المعلومات وترتيبها بطريقة منظمة ويعد أمرا على جانب كبير من الأهمية في أي مجال من المجالات أو أي علم من العلوم فجميع العلوم والمؤسسات العامة والرياضية والجهات المهتمة تسعى لتطوير أساليب موضوعية دقيقة لقياس الظواهر المتعلقة بها من أجل فهم الظواهر وتفسيرها والتنبؤ بالعلاقات القائمة بين متغيراتها حيث أصبح لها دور بارز في التشخيص والتصنيف ومتابعة التقدم والاكتشاف والتنبؤ، والقياس في أي مجال يتضمن ثلاث خطوات عامة هي: تعريف أو تحديد الخاصية أو الصفة التي يراد قياسها، وتحديد مجموعة من الإجراءات يمكن عن طريقها إظهار هذه الصفة وعزلها وإدراكها وملاحظاتها ووضع مجموعة من الطرق أو الوسائل لترجمة هذه الملاحظات، ومن منطلق الحرص على الوقوف الجاد على ما يحدث من تصرفات أصبحت دخيلة على ملاعبنا وحتى لا تشتت الجهود وتكثر الاجتهادات فيفضل تطبيق الدراسات العلمية لقياس الظواهر الحاصلة في ملاعبنا قبل أن تنشر وتصبح واقعا يصعب علاجه والله الموفق.