|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
جيل ينتج المعرفة
2010-10-13
نسمع في العديد من الدول المتقدمة اختراعات وابتكارات هنا وهناك حتى أصبحنا في وطننا العربي مجتمعا مستهلكا لا منتجا والغريب في الأمر أننا نفاخر بما يقدم لنا من إنجازات تسجل باسم غيرنا حتى ولو كنا نستطيع أن نعمل أفضل منها ومن شارك في الدورات التدريبية كدورة مثلا العادات السبع للسيد ستيفن كوفي يرى بأنها اشتقت جميعها من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقس على ذلك الكثير بل إننا تبلدنا أمام أولادنا في المنازل وأمام طلابنا في المدارس فلم يعد لدينا الجرأة للمبادرة والغيرة حتى على ما نقدمه لأبنائنا الطلاب بل ننتظر الجديد من غيرنا وبحكم عملي كمشرف تربوي قضي في مجال التربية التعليم ما بين معلم ومرشد ورائد نشاط ومدير مدرسة ثلاثون عاما فقد سرتني مبادرة من قبل زميل وصديق دراسة في مرحلة الماجستير رجل الأعمال التربوي الدكتور عبد الرحمن بن سعد الحقباني من خلال تبنيه استراتيجيه (الحقبنة كن مستعدا) منطلقا من اعتبار عملية التعلم والتعليم تقوم على أركان أربعة المعلم والمتعلم وطريقة التعلم والكتاب المدرسي.
واستنادا إلى كون طريقة التعليم إحدى أركان العملية التعليمية وهي المشغل الرئيس لأدوار المعلم والمتعلم فقد كان من اللازم التفكير في آليات هذه الأركان وإحداث استراتيجيه تعليمية تدفع بالطالب والطالبة ليكون مستعدا على الدوام في تلقي المعلومة والاستجابة لها في مواقف متكررة من الفعاليات الصفية وهي أيضا تحسن من رغبته في التعلم وترفع مستواه التحصيلي والمهاري إلى المستوى المأمول، وتعتمد استراتيجية الحقبنة (كن مستعدا) على الربط بين الدروس السابقة (الخبرة التعليمية) عن طريق خريطة من الأسئلة الصفية الشفهية القصيرة سريعة الإيقاع، يراعى فيها عدم حاجتها إلى وقت أو جهد إضافيين أو كلفة مادية إضافية، إنما تتم بصورة تلقائية داخل الصف بوصفها استمرارا لعمل المعلم الطبيعي اليومي مثل سؤال الطالب: واحد في واحد أو الرياض عاصمة المملكة، المنامة عاصمة البحرين، المسجد الأقصى في فلسطين الهدف الأساسي منها تحسين أداء الطالب داخل الصف ورفع مستوى دافعية الطلاب والطالبات نحو التعلم وتحسين مستوى الطلاب والطالبات التحصيلي وجعل الطالب والطالبة في حالة من الاستعداد لأي اختبار داخلي أو خارجي وبناء قدرات الطلاب على مهارات السرعة البديهية وبناء قدرات المعلمين في التعامل مع المواقف الصفية وتجديد مكتسبات الطلاب وتحديثها باستمرار بما يعزز لديهم الرغبة في التعلم ومحبة العلم وأهله ومعالجة الفاقد التعليمي الذي يحدثه غياب الطالب والطالبة أو عجزهما عن متابعة المعلم في أي درس مضى وعادة يقوم المعلم بإشعار الطلاب بأن كل طالب سيوجه له في بدء الدرس سؤال للإجابة عنه فإن لم يجب يظل واقفا حتى يجيب عن سؤال آخر فإن عجز يظل واقفا حتى يجيب عن أي سؤال يطرحه في بدء الدرس الجديد وقيام المعلم بتحديد خريطة من الأسئلة القصيرة بعد كل درس تطرح في 15 دقيقة الأولى من كل حصة دراسية وقبل بدء التمهيد للدرس الجديد وقيام المعلم بالربط من خلال خريطة الأسئلة القصير الشفهية بين كل درس وما سبقه من دروس من بدء الفصل الدراسي إلى نهايته مركزا في أسئلته على آخر خمسة دروس وهلم جرا ومن واقع وقوفي على التجربة في المدارس المتقدمة الأهلية فقد تم تحقيق نتائج تحصيلية عالية تشعر الطلاب والطالبات بالاعتزاز بتفوقهم والفخر بمكتسباتهم تصل إلى 60% عما هو موجود من قبل وتشجع الطلاب والطالبات على تقبل رسالة التربية والتعليم بفعالية واقتدار وتمليك الطالب والطالبة مهارات التفكير العليا وبناء مهارة سرعة البديهة لدى الطالب والطالبة والمساهمة في بناء قدرات المعلمين والمعلمات التعليمية وخاصة فيما يتعلق بالأسئلة الصفية.
وأرى أنه من المناسب أن يقوم الدكتور الحقباني بتوثيق تلك الاستراتيجية وعرضها على وزارة التربية والتعليم فقد يتم تبنيها من قبل المسئولين من خلال عرضها في أحد اللقاءات التربوية العديدة التي تقيمها الوزارة في ظل وجود سمو الوزير الذي يؤكد على دور المبادرات الفردية المتميزة خاصة وأن الوزارة تفكر جديا في تطبيق الاختبارات التحصيلية على عينة من الطلاب في المستقبل القريب ولو كان لي من الأمر شيء لاعتمدتها ودربت عليها جميع معلمي ومعلمات المملكة فشكرا للمبادرات التي تسجل بأسماء أبناء الوطن كما نحيي أبطالنا الذين حققوا إنجازات باسمه في الفروسية كعبد الله الشربتلي ومنتخبنا للشباب لكرة القدم بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم ومنتخبنا للرياضة المدرسية في لبنان،والله الموفق.