|


أحمد المطرودي
زيادة الدوري والتطوير
2010-03-30
حينما يطرح أي شخص آراءه معتمداً على القشور والرغبة في تحقيق الأهواء الشخصية والعواطف فهو لن يجد من المتلقي أي تفاعل ولن تجد هذه الأطروحات الآذان الصاغية سواء كان ذلك من قبل المسؤولين أصحاب القرار أو حتى من القراء الذي يحاولون الاستفادة من طرح هذا أو ذاك والموسم المنصرم رحل بخيره وشره وبإيجابياته وسلبياته وبهمومه وأحزانه وبأفراحه وإنجازاته وقد رحل وهو مشبع بالأخطاء سواء كان ذلك من قبل لجان المسابقات أو الانضباط أو الفنية وحتى لجنة الحكام الرئيسية حظيت بنصيب وافر من الأخطاء وكثرت الاعتراضات على قرارات الحكام وخرج كل فريق يدافع عن أخطائه وغلبت الميول والعواطف على الكثير من المداخلات وتبادل البعض الاتهامات وحاول الكثيرون استغلال كل الفرص المتاحة وغير المتاحة لتبرئة أنديتهم ولاعبيهم من الأخطاء وغابت الحقيقة بين أحضان العواطف والميول وأصبح الشخص الباحث عن الحقيقة تائها يحتاج إلى عقلية كبيرة ومتفرغة لفرز الآراء والخروج بالنتيجة الصحيحة لمجموعة الأحداث المتوالية.
ـ وحينما نسلم بحرية الرأي والفكر ونعطي المجال لكل شخص أن يعبر عن رأيه ونترك الحكم للآخرين فهذا ينطلق من باب الانفتاح الحضاري الذي يكفل للناس التعبير عن آرائهم بحرية وبعيداً عن المحسوبية أو المصادرة ومهما كانت هذه الآراء وما فيها من خروج عن النص وتحطيم للواقع وتغيير للحقيقة فإنه لابد لنا أن نستمع ونناقش ونحاور هذه العقول وتلك الآراء لعل وعسى أن نصل إلى الغاية السامية التي تحقق لنا التطور وترفع من مستوى الوعي ونصل إلى نقطة التقاء يمكن أن تساهم في تحقيق نوع من الاتفاقية بدلا من الاختلافات الجدلية التي لا يسعى أصحابها لتحقيق المصالح العامة بل كل يغني على ليلاه وعندما يشعر البعض أن حقوقهم مهضومة وأنهم سيتعرضون للظلم في حالة المثالية والسكوت فهم سيمارسون النحيب والبكاء والشكوى وقد يصلون إلى مرحلة الصراخ بحثا عن استرداد ما ضاع منهم.
ـ والمشكلة في الإعلام ليس في طرح الآراء والأفكار على المتلقي وعن طريقها يمكنه الفرز بين الغث والسمين لكن حينما يقوم هذا الإعلام بنقل الأحداث بطريقة خاطئة فيزور الأحداث ويضيف عليها ويحجب الحقيقة عن الناس وهنا هي المشكلة الكبرى في نظري... لأن بعض الإعلاميين لا يفرقون بين هل الخبر والحدث كما هو معين إبداء الآراء ووجهة نظره تجاه هذا الحدث وهذا ما جعل بعض الأحداث لدينا تظهر للناس بطريقة غير صحيحة معتمدة على أهواء بعض الإعلاميين أو من يرأسهم وحسب علاقاتهم بأطراف الحدث وأصحاب النزاعات وللأسف أن هذه الأجواء التي تحدث الآن جعلت القراء في الصحف والمشاهدين في التلفزيونات والمتابعين يبحثون عن ميول هذه المؤسسة الإعلامية وميول من ينتمون إليها وبعدها يدخلون في مرحلة الظنون والشكوك فعندما يقوم كاتب صحفي مثلا بإنصاف الهلال فلابد أنه هلالي وحينما يدافع عن النصر فهو نصراوي وعندما يطرب لإنجاز اتحادي يسجل للوطن فهو اتحادي وهكذا، ولم يعد للمنصفين مكان في هذه الأجواء الملتهبة والأطروحات المتقلبة حسب الرغبات والمكتسبات الشخصية.
ـ وقد يكون قرار زيادة الأندية هو حديث الناس هذه الأيام حتى من غير الرياضيين فهو يمثل قرارا تاريخيا لأحداث الدوري وجاء تناول وطرح هذا الموضوع لدى البعض بوصفه شيئا فيه تعاطف ومجاملة وكأن الرياضة ببرامجها وخطواتها مربوطة ببعض الاعتبارات الشخصية التي لن تقدم أو تؤخر في مسيرة الرياضة، فالمسؤولون مثلا لن يقروا زيادة أندية الدرجة الممتازة من أجل خاطر الرائد ونجران وجماهيرهما العريضة فالرائد ونجران هما ناديان ضمن أندية الوطن التي تحظى بالحب والرعاية والاهتمام وحتى لو كان هبوطهما خسارة على الدوري فهذا لا يعني أن يتم إقرار الزيادة لو كان ذلك سيؤدي إلى عدم تطور في المسابقة لأنهما قادران على العودة السريعة مرة أخرى للمنافسة ولكن زيادة الأندية هو قرار اتفق الجميع على ضرورته لأن ذلك سيساهم في تطوير الدوري وتقوية الأندية وإيجاد فرص كبيرة لأكبر عدد من اللاعبين للظهور والبروز وهذا سيعود بالتالي إلى قوة المنتخب السعودي الذي يمثل الواجهة الحقيقية للتطور، كذلك فعملية التدرج في الزيادة ستساهم في عدم وجود خلل في المنظومة التي يطلبها الاتحاد الآسيوي رغم أنني من المطالبين بالزيادة بغض النظر عما يريده ابن همام ورفاقه فهل ننتظر من الاتحاد الآسيوي أن يرغمنا على تطوير أنفسنا؟
ـ الزيادة تأخرت كثيراً وكلما زاد عدد الأندية في الدوري زادت فرص الاحتكاك والصقل والمنافسة القوية والارتفاع في المتابعة الجماهيرية وفي الموسم المقبل قد نشاهد رائد التحدي في مواجهة جاره السكري في واحدة من أجمل المباريات المنتظرة التي ستحظى بحضور جماهيري لا حدود له.