|


أحمد المطرودي
غوغائية الجماهير النصراوية
2011-11-29
الوسط الرياضي أصبح في وضع ناري، فالأندية تتحول إلى حلبات للمصارعة لمجرد خسارة واحدة أو اثنتين.. إقالات مدربين وإداريين وتحطيم شخصيات ضحت بما تملك من أجل خدمة ناديها لكن التوفيق لم يحالفها فما هو ذنبها؟.. وعلى مستوى المنتخبات تجد نفس المشكلة التقييم حسب النتائج وليس العمل؛ وقد يخالفني البعض حينما يؤكد أن النتائج هي محصلة العمل، وهذا صحيح إلا في كرة القدم.. ولو بحثنا تاريخيّاً سنجد منتخبات استعدت بشكل كبير، وخاصة في كأس العالم وخرجت دون نتائج، والعكس منتخبات لم تكن مستعدة وحصلت على الكأس، مثلاً البرازيل حصلت على بطولة كوبا أمريكا باستعداد أقل من المتوقع وبصف يأتي ثالثاً في أحقية تمثيل المنتخب.. والأمثلة على ذلك كثيرة ولعل أقرب الأمثلة محليّاً الجهد الكبير الذي قام به الأمير عبدالله بن مساعد والأموال التي ضخها في الفريق الهلالي، ولكن النتيجة جاءت عكسية، وكان أسوأ موسم يمر على الهلال رغم أنه من أميز الإداريين وإذا كانت ردود الفعل بنفس طريقة الجماهير النصراوية والاتحادية، فلن نجد أحداً يوافق أن يكون رئيساً لأي نادٍ طالما أن الجماهير ليس لديها أي قدرة على الصبر وتحمل النتائج وترك الإدارة تعمل بدون ضغوط وستفرز هذه الطريقة أسلوباً عقيماً في الإدارة، وهو الأسلوب السفري المعتمد على النتائج الوقتية، لأن الجماهير ستسخر من ذلك الرئيس الذي يعمل ويجتهد من أجل بناء قاعدة صلبة للمستقبل وتطبل وتغني وترقص فرحاً لذلك الرئيس الذي يحقق النتائج الوقتية، وعندما يغادر كرسي الرئاسة ينهار الفريق من بعده.. أعلم أن الكثير أو لنقل الجميع من النصراويين مستاؤون من نتائج فريقهم وعدم قدرته تحقيق طموحاتهم، ولكن أحب أسأل النصراويين هل المستويات التي يقدمها الفريق جديدة وترتبط بإدارة الأمير فيصل بن تركي؟.. أم أن هذا الأمر موجود من عشرات السنين مع تعاقب الإدارات؟.. وهل يستحق العمل الذي قام به هذه الهجمة الشرسة التي جعلته يندم على دخول الوسط الرياضي؟.. والمشكلة أن هناك من إعلاميي النصر من يقدم الأعذار لهذه الجماهير، ويؤيدها في تصرفاتها الغوغائية والتي حاولت من خلالها أن تمارس الإسقاط والتنفيس عن الإحباطات، ولكن بطريقة غير مقبولة.. وشخصياً قد أجد العذر لهذه الجماهير في أن تعمل هذه التصرفات في حالات معينة، كأن يكون الرئيس شخصاً نكرة جاء لرئاسة النادي من أجل التسلق عليه للوصول لأهداف مريضة، مستغلاً المداخيل المادية لأغراض شخصية.. وعندما ساءت النتائج لم يقبل النقد ولم يفتح قلبه للجماهير.. لكن الرئيس النصراوي يحترق من أجل أن يرسم الابتسامة على محياكم أيتها الجماهير الغاضبة، لكنه لم يوفق ولم ينكر شخصياً أنه لم يقع بأخطاء. إنني أتمنى من الجماهير النصراوية ألا تنساق مع الحملات الإعلامية والنفسية التي تحرضهم على الإنفلات والاعتداء المعنوي على إدارتهم وتحطيم نفسيات العاملين والتقليل من اللاعبين؛ ولو افترضنا الآن أن الإدارة ستغربل الفريق للأفضل هل تتمكن الآن وهي لا تستطيع أن تعمل أي شيء لعدم وجود فترة تسجيل.