|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
واحد (شايل) الثاني
2009-01-30
واحد (شايل) الثاني.. مقولة تحمل دلالة عميقة لفلسفة حكيمة لأسلوب تعايش الزوجين مع بعضهما!
هكذا ترى (أمي) المتخرجة من مدرسة الحياة والتجربة!
قلت مستفهماً: “وهل هذا هو الحال (دائماً) يا أمي”؟!
ردت دون تأخر وكأنها تقدم شيئاً تحمله في يدها: “الشائع يا بني أن يتحمل كلاهما الآخر، ولكن هناك حالات كثيرة يتكفل أحدهما بالصبر على صاحبه وتحمل تجاوزاته”! وانتهى الحوار عند هذا الحد.. ولم يتسن لي أن أخوض معها في التفاصيل.. غير أنني سألت نفسي: ترى ما الذي يجعل أحد الزوجين يتحمل عناء مستمراً طوال حياته؟‍‍!
رحت بعدها أبحث عن إجابة وأنا أستعرض صوراً من الحياة الزوجية تظهر جوانب عميقة لتشكيل العلاقة بين الزوجين.
وها أنا أخرج هنا لأقول إن التباين في الشخصية البشرية أمر مسلم به.. هناك نماذج متعددة تشكلها الصفات والمواهب والقدرات المعرفية والمهارية.. كما أن الناس جميعاً تحركهم المصلحة.. وأقصد بها هنا الفوائد التي يجنيها الزوجان من بعضهما، فقد يقدر لامرأة أن تعيش مع زوج حاد الطبع، لكنه سخي، حازم في تربية أبنائه، وله جوانب أخرى حسنة، فنجدها تتحمل ذلك الجانب السيئ وتكيف حياتها بقبول هذا الوضع فتسير الحياة لأنها تكفلت بحمل ذلك (العناء).. ولكن بعضاً من النساء قد لا يصبرن على شيء من هذا (البلاء) فيؤثرن الفراق على (البقاء)!
لا أدري لماذا نضع الكرة دائماً في ملعب (النساء).. هل لأنهن أكثر تضرراً من الرجال؟!
المجتمع يقول هذا.. ولكن المسؤولية واحدة والتبعات كذلك.. يدرك ذلك الأخيار من الرجال الذين يعرفون قيمة تماسك الأسرة وعدم تفككها وأثر ذلك على بناء المجتمعات ونهوضها.
واحد (شايل) الثاني.. ما أعمق هذه العبارة - سيدتي الحكيمة - أدرك معها اليوم حجم تلك الخسائر التي تنشأ عندما تدب الخلافات في بيت الزوجية ولا يكون أحد الزوجين (شايل) الثاني!
كم هو حظي - يا أمي - من يكون ذلك الذي يصبر على أذى شريكه ورفيق دربه.. لأن الجزاء - يا سيدتي الحكيمة - جنة عرضها السموات والأرض، كما أخبر المصطفى.. تلك التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. اللهم صلِّ على محمد.