|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
سوق لاعبين
2009-02-13
في السابق كان من النادر أن تسمع عن انتقال لاعب كرة قدم من ناد إلى آخر، لأن الانتماء كانت له أحكامه المعنوية والنفسية!
وعندما جاء نظام الاحتراف تحرك العقل فأصبحت للمادة أحكامها، ولم تعد عبارات الولاء والانتماء للنادي, ولا حتى صيحات الجماهير (تؤكل عيشاً)!
وما نشاهده اليوم أو نسمع عنه من انتقال اللاعبين من أنديتهم بعد انتهاء عقودهم الاحترافية إلى أندية أخرى منافسة من أجل الحصول على مقدم عقد احترافي يؤكد بلا أدنى شك مستوى وعي هؤلاء اللاعبين الموظفين واستفادتهم من التعديلات التي استحدثت في نظام الاحتراف لتأمين مستقبلهم الوظيفي الذي تهدده الإصابة وانخفاض المستوى وعامل السن أيضاً!
وكم من المواهب قتلتهم أساليب الاحتكار والتجميد التي كانت تمارسها الأندية مع الراغبين منهم في الانتقال إلى أندية أخرى!
من حق اللاعب اليوم أن يحدد قيمته بنفسه وفق قاعدة العرض والطلب.. واللي يدفع أكثر يلعب له!.. بلا شعار بلا فـ..(نيلة).. فقط فكر في (الملايين)!
إنه ليس (مليوناً) واحداً ولا اثنين ولا ثلاثة.. بل عشرة وعشرون وربما ثلاثون!
لا تحسدوهم فما يأخذه المحترفون في الملاعب العالمية قد بات بمئات الملايين أو (الأرانب) كما يقول (المريشون)!
بورصة اللاعبين ما زالت في ارتفاع ولم تتأثر بالأوضاع الاقتصادية العالمية.. و(بلاتيني) رئيس الاتحاد الأوربي لكرة القدم ينادي بوضع حد لهذا التزايد غير المعقول، منتقداً سياسة مانشستر سيتى الإنجليزى ومحاولاته لإغراء اللاعبين، واصفاً العرض الذى تقدم به هذا النادي لضم (كاكا) من ميلان مقابل 108 مليون يورو بالعرض"السخيف".. قائلاً في سخرية: كيف يمكن أن يصل سعر لاعب كرة قدم إلى هذا الرقم؟!
أتراها الغيرة للاعب فنان جاء في زمن الآلاف ولم يتقاض غير (الفتات) رغم عبقريته الكروية وانجازاته المدهشة؟! أم أنها الحكمة لمسؤول يسعى لوضع الأمور في نصابها؟!
إنني أسألكم.. أما عن نفسي فلا أرى بأساً في أن يكون السوق مفتوحاً ومن يدفع أكثر يأخذ.. (وكل مين عقله في رأسه يعرف خلاصه).. المهم أن نوجد لأهل (الفكر) و(العمل) سوقاً مربحة حتى لا يتحول أولادنا من الأكاديميات العلمية والمهنية الى أكاديميات رياضية أو بالأصح أكاديميات كرة قدم.. فليس كلهم موهوبين يجيدون ترويض هذه المستديرة المملوءة بالمتعة والإثارة.. كما أن الملاعب لا تكفي لاستيعابهم!