|


د. محمد باجنيد
عفاريت بشرية
2009-10-09
هل تذكرون قصة العفريت ـ بكسر القاف ـ يعني حكاية العفريت.. ذلك الذي يخرج من الإبريق العتيق.. ليقول لصاحبه: شبيك.. لبيك.. عبدك بين يديك..؟!.. هل تذكرون صورته المرسومة على صفحات تلك القصة الشهيرة؟!
إنه ذلك العملاق الأصلع ذو الشعر الطويل!.. نعم أصلع وذو شعر طويل يتصل بمؤخرة رأسه!
صورة ذلك العفريت كانت تخيفنا.. أو على الأقل تأخذنا إلى عوالم أخرى لمخلوقات عجيبة غريبة نخشى أن نراها في الحقيقة تسير في الطرقات كما نسير!.. ويظل الليل يذكرنا بها.. لنعود إلى البيوت قبل أن تغيب الشمس!
أطفال اليوم لا يخافون العفاريت.. لقد ألفوا صورتها حين غدت تغدو وتروح.. ولها في العشي إلى ما بعد منتصف الليل حتى الإشراق صولات وجولات!
إنهم يبتسمون للأطفال ويمازحونهم!.. اختلاف بسيط بين عفاريت اليوم وعفريت الإبريق العتيق.. عفاريت اليوم تقص جزءا من الشعر وتبقي عرفاً في المنتصف.. وقد يكون لها شعر طويل أو تكتفي بالعرف!
الحلاقون يحبون العفاريت ويتبارون في تدليلها.. والعفاريت الوديعة تغدق عليهم بالمال ليبقوا على ملامح تلك القصات (الشيطانية) المحببة لهم والتي تشعرهم بالتميز، وأيضا وبالتقارب مع أصدقائهم من العفاريت في البلدان الغربية الذين لا يبخلون عليهم بكل جديد!
هل عرفت الآن لماذا لا يخاف أطفال هذا الزمن من العفاريت؟!
الله يرحم أيام (التوليته).. و(الزيرو).. خياران لا ثالث لهما قبل أن نبتلى بهذا المسخ المتنوع من قصات الشعر مصحوبة بقائمة عريضة من الـ(سوالف) أو الـ(زنارات).. سحبت البساط من (زنارات) (الأبضاي) (أبو عنتر) صاحب (غوار الطوشي) في حارة (كل مين إيدو إلو)!
باسم الحرية الشخصية لا بد أن تقبل بانتشار العفاريت البشرية.. شاكراً الله على العافية.