قبل أكثر من عشرين عاماً جاء (رون) للعمل أستاذاً في إحدى جامعاتنا.. التقيته كثيراً في جامعة جلاسكو التي يعمل لها حالياً، وأخذنا الحديث عن الحضارات واختلاف الثقافات بين الشعوب. انبهاري بنظام الحركة المرورية عندهم ذكر صاحبي بأحوال القيادة عندنا.. سألني بمكر: هل لا زال هناك من يقطع الإشارة؟!.. ومع أنني قد أجبته بالنفي دون أن أعود إلى الوراء مستبشراً بالقادم إلا أنه ظل يعيد سؤاله كلما اجتمعنا وجاءت المناسبة.. وما أكثر ما تأتي!
كنت أعتقد أنني لا أكذب وأنا أجيب على سؤاله بالنفي.. كنت أظن أننا قد تغيرنا مستحضراً تلك التحولات الكبيرة التي كنت أسمع عنها في إطار تطبيق الأنظمة المرورية ومعاقبة المخالفين لها.. لقد ظننت أن وصولنا إلى التأكيد على ضرورة ربط حزام الأمان كان الخطوة الأخيرة لكي ننعم بالسلامة على المركبات، قبل أن أعود - بعد أكثر من ست سنوات قضيتها في بريطانيا - لأجد الحزام (مفروطا) على آخره.. بل وكثيراً ما رأيت هذا (العزيز) مربوطاً على مقعدي السائق وجاره من أجل (كتم) صوته الذي حاولت شركات صناعة السيارات أن يظل عالياً مسموعاً.. بل وربما مزعجاً.. ولكن الحيلة ذهبت بجهودهم أدراج الرياح، وعليهم أن يواصلوا (الوصاية) علينا بتطوير أساليب جديدة.. ربما بوضع أجهزة استشعار لها القدرة على تمييز الجسم البشري عن غيره من الأجسام!
أحمد الله أنني قد التزمت بربط حزام الأمان قبل ذهابي إلى بريطانيا، وإلا لعاد بي الحنين إلى عاداتنا القديمة.. أقول ذلك لأننا مجتمع يتشكل فيه سلوك الفرد وفق مظاهر سائدة لا تخضع لعقل ولا منطق بل وتجدف بنا عكس تيار المصلحة، ولأننا نجد صعوبة في مواجهة التيار الجماعي الجارف نستسلم له ليأخذنا إلى نهايات غير سعيدة!.. في بريطانيا مثلاً لم أكن أستخدم منبه السيارة.. ولم أكن أسمعه كثيراً.. كان يظهر فقط عندما ترتكب خطأً ويود من قد يقع عليه الضرر أن يعبر عن استيائه من تصرفك.. إنه أسلوب للشتم أو مقدمة له.. ولكي تتأكد من ذلك ما عليك سوى أن تنتظر قليلاً حتى يتجاوزك!.. المؤسف أنني ومنذ أن عدت إلى الوطن لم أستطع أن أستغني عن استخدام المنبه.. إنني لا أؤيد استخدامه للشتم كما يفعل البريطانيون.. ولا أؤيد أيضاً استخدامه للتنبيه بهذه الصورة المفرطة عندنا.. ولكني سأمضي مع الركب.. أطلق العنان لهذا المنبه خوفاً من الصدمات المتوقعة خاصة وأن التحول من اليسار إلى اليمين أو العكس يتم دون (إشارة) وكذلك الرجوع إلى الخلف يتم على طريقة المغامرين.. أما الأفضلية في (الدوار) فهي ما زالت - منذ أن وضع أول دوار عندنا وحتى تاريخ كتابة هذا المقال - لكل مندفع متهور.. وليس أمامك سوى أن تبقى محبوساً داخل الدوار إلى أن تأتيك الفرصة للهروب السريع قبل أن يغلق الطريق!.. أما قطع الإشارة فلن تجدي معها (مهارة) ولا (شطارة).. ومن حق (رون) أن يربطها بـ (الحضارة)!
لقد اشتريت سيارة جديدة.. لا تهنئونني.. فقط ادعوا لي بالسلامة.
كنت أعتقد أنني لا أكذب وأنا أجيب على سؤاله بالنفي.. كنت أظن أننا قد تغيرنا مستحضراً تلك التحولات الكبيرة التي كنت أسمع عنها في إطار تطبيق الأنظمة المرورية ومعاقبة المخالفين لها.. لقد ظننت أن وصولنا إلى التأكيد على ضرورة ربط حزام الأمان كان الخطوة الأخيرة لكي ننعم بالسلامة على المركبات، قبل أن أعود - بعد أكثر من ست سنوات قضيتها في بريطانيا - لأجد الحزام (مفروطا) على آخره.. بل وكثيراً ما رأيت هذا (العزيز) مربوطاً على مقعدي السائق وجاره من أجل (كتم) صوته الذي حاولت شركات صناعة السيارات أن يظل عالياً مسموعاً.. بل وربما مزعجاً.. ولكن الحيلة ذهبت بجهودهم أدراج الرياح، وعليهم أن يواصلوا (الوصاية) علينا بتطوير أساليب جديدة.. ربما بوضع أجهزة استشعار لها القدرة على تمييز الجسم البشري عن غيره من الأجسام!
أحمد الله أنني قد التزمت بربط حزام الأمان قبل ذهابي إلى بريطانيا، وإلا لعاد بي الحنين إلى عاداتنا القديمة.. أقول ذلك لأننا مجتمع يتشكل فيه سلوك الفرد وفق مظاهر سائدة لا تخضع لعقل ولا منطق بل وتجدف بنا عكس تيار المصلحة، ولأننا نجد صعوبة في مواجهة التيار الجماعي الجارف نستسلم له ليأخذنا إلى نهايات غير سعيدة!.. في بريطانيا مثلاً لم أكن أستخدم منبه السيارة.. ولم أكن أسمعه كثيراً.. كان يظهر فقط عندما ترتكب خطأً ويود من قد يقع عليه الضرر أن يعبر عن استيائه من تصرفك.. إنه أسلوب للشتم أو مقدمة له.. ولكي تتأكد من ذلك ما عليك سوى أن تنتظر قليلاً حتى يتجاوزك!.. المؤسف أنني ومنذ أن عدت إلى الوطن لم أستطع أن أستغني عن استخدام المنبه.. إنني لا أؤيد استخدامه للشتم كما يفعل البريطانيون.. ولا أؤيد أيضاً استخدامه للتنبيه بهذه الصورة المفرطة عندنا.. ولكني سأمضي مع الركب.. أطلق العنان لهذا المنبه خوفاً من الصدمات المتوقعة خاصة وأن التحول من اليسار إلى اليمين أو العكس يتم دون (إشارة) وكذلك الرجوع إلى الخلف يتم على طريقة المغامرين.. أما الأفضلية في (الدوار) فهي ما زالت - منذ أن وضع أول دوار عندنا وحتى تاريخ كتابة هذا المقال - لكل مندفع متهور.. وليس أمامك سوى أن تبقى محبوساً داخل الدوار إلى أن تأتيك الفرصة للهروب السريع قبل أن يغلق الطريق!.. أما قطع الإشارة فلن تجدي معها (مهارة) ولا (شطارة).. ومن حق (رون) أن يربطها بـ (الحضارة)!
لقد اشتريت سيارة جديدة.. لا تهنئونني.. فقط ادعوا لي بالسلامة.