|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
أنا وأنت عمال نظافة
2009-11-06
مهلاً.. إنني لا أدعوك للعمل في البلدية.. فلم أسمع عن وظائف شاغرة لعمال النظافة برواتب مجزية كتلك التي يأخذها عامل النظافة البريطاني الذي يملك بيتاً وسيارة جديدة ويقضي إجازته السنوية متنقلاً بين البلدان!.. الحكاية ليست كذلك، ولا هي تشبه دعوة وزير العمل حين وضع على رأسه (برنيطة) وعمل لمدة ثلاث ساعات جرسوناً في أحد مطاعم الوجبات السريعة مشجعاً الشباب للالتحاق بهذه الأعمال!
دعوتي اليوم تطوعية صرفة.. ولا تحتاج منك لأن ترتدي زياً خاصاً بعمال النظافة.. وهي لا تأتي على غرار أسابيع النظافة التي كنا نقيمها لتنظيف الشوارع والشواطئ.. إنها حملة مستمرة تهدف إلى توعية الناس بأهمية وضع مخلفاتهم في حاويات القمامة وعدم قذفها إلى الشارع!
الكلام لم يعد يجدي لذا ليس أمام أنصار النظافة سوى أن يراقبوا الوضع خلال وجودهم في الشارع، حتى إذا ما رمى أحدنا بفضلاته من نافذة السيارة أو وهو يمشي في الشارع أو هو جالس على الشاطئ أو في الحديقة جئنا إليه والتقطنا ما رماه ووضعناه في المكان المخصص للنفايات!.. إنها الرسالة الصامتة الناطقة المؤثرة التي نتفاءل كثيراً بتغييرها لسلوكيات الناس!.. لا تنطق بعدها بشيء.. قلت ذلك لابني إبراهيم حين رأيت أحدنا وهو يقوم بهذا السلوك وخطرت لي الفكرة.. فقال لي: وإذا تمادى يا أبي وناولك دفعة أخرى من الفضلات؟.. قلت سآخذها منه وأقول له: شكراً.. هل لديك مزيد؟
عمال النظافة - يا إبراهيم - ينتشرون كالجراد في الطرقات ومع ذلك ما تزال شوارعنا تعج بالمخلفات والقاذورات.. وسيبقى الحال كما هو حتى لو أحضرنا ضعف هؤلاء العمال.. لأنهم ببساطة (متسولون) يسعون لإكمال رواتبهم الزهيدة - التي تتأخر كثيراً - من عطاء المحسنين.. يستجدون عطفهم عند الإشارات ويهملون مواقعهم الرئيسية.. ولا ألومهم فلا أحد سيكون أحرص منك على وطنك.. عبد الله المقاطي طالب الميكروبيولوجى في جامعة أم القرى أكد هذا في رسالة دعاني فيها للكتابة في موضوع النظافة.. لقد ذكر مستاءً أنه لاحظ أحد المقيمين يرمي بفضلاته من نافذة السيارة فنصحه بعدم فعل ذلك فأجابه صاحبنا بأن السعوديين يفعلون وهم يقلدون.. إنها المعادلة الصحيحة في كل بلدان الدنيا.. لا بد أن تحترم نظام بلدك ليحترمه القادمون إليه.. ها أنا أكتب في الموضوع يا عبد الله مقدراً فهمك الدقيق والعميق لآثار المخلفات على البيئة وأنت المتخصص في علم الأحياء الدقيقة.. ربما كنت تستحضر تلك الصور التي رأيتها كثيراً تحت المجهر لتكاثر تلك الفطريات والبكتريا في تلك المخلفات الغذائية الملقاة في الشوارع وبجانب الحاويات!.. ليت الأمر - يا صاحبي - يقف عند الأحياء الدقيقة.. ألم تر الذباب والقطط والفئران تتجول في كل مكان؟! أرجو أن نبادر سريعاً بتطبيق فكرة الحملة الدائمة في التقاط المخلفات وليكن شعارها قول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (إماطة الأذى عن الطريق صدقة). الفكرة قدمتها لأمانة مدينة الدمام ووجدت ترحيباً وأتمنى أن نبدأ العمل قريباً.