في حي الشاطئ وعلى بعد لا يزيد عن مئة متر من الواجهة البحرية الشرقية يطل جامع مريم البناي ـ رحمها الله ـ ذهبت لأصلي فيه العشاء قبل أيام فوجدته جميلاً أنيقاً في بنيانه وإنارته من الخارج.. يشع نوراً ونظافة من الداخل.. خرجت سعيداً بما رأيت.. شدني مكان الوضوء.. ذهبت لأجده نظيفاً مجهزاً بالماء الساخن.. دورات المياه أيضاً كانت أنيقة ونظيفة رغم أن زيارتي لها كانت بعد الصلاة.. ولعل أهم ما دعاني للكتابة عن هذا المرفق الخيري الوقفي ذلك التكامل الضروري لاحتياجات دورات المياه فيه بوجود مناديل الورق وصابون غسيل الأيدي وحرص عامل النظافة فيه على تنظيفها قبل وبعد أوقات الصلاة وتوفير احتياجاتها بشكل مستمر!
اعذروني على هذا الاستعراض الدقيق لحالة قد يراها البعض عادية ولا تستحق كل هذا الاهتمام.. إنني أراها مبهجة لأنها نادرة هنا بينما هي تمثل ظاهرة قديمة في المجتمعات الغربية وأضحت مألوفة كذلك في كثير من دول الشرق القريب والبعيد!.. نراها في كل مكان.. في المطارات والأسواق والشواطئ وعلى الطرقات السريعة!.. كل هذه الأماكن عندنا ما زالت دورات المياه فيها تعاني من إهمال كبير على مستوى النظافة وتوفير مستلزماتها من ورق وصابون بل وحتى (سيفون)!.. تخيلوا.. أو لا تتخيلوا.. اذهبوا إلى (الواجهات البحرية) ـ ذلك المنجز الحضاري الرائع الذي يمتد بالكيلومترات على كورنيش الدمام والذي أنفقت عليه بلايين الريالات.. انظروا كيف تم تعطيل (سيفونات) دورات المياه.. هذا النقص العجيب الغريب أحسب أنه نشأ بسبب عدم وجود مياه كافية، خاصة وأن المياه المستخدمة للغسيل والوضوء تحضرها (الوايتات) بكميات شحيحة.. وهذه مشكلة أخرى لا بد أن تجد لها حلاً.. أما مشكلة (السيفونات) فمن الممكن أن يتم تزويد خزاناتها من ماء البحر القريب جداً عبر أنابيب بلاستيكية تضمن عدم التآكل بسبب الملوحة.. ولا تسأل عن المناديل والصابون بعد (السيفون) فربما يرونها ترفاً.. ولماذا لا تكون كذلك إن كان المطار يعاني من هذا النقص.. ولكي تحصل على شيء من مناديل الورق ـ وما زلنا في المطار ـ ما عليك سوى أن تبحث عن عامل النظافة ليقدم لك ورقتين منتظراً ما يقابلها من أوراق نقدية!
اعذروني أخيراً أو لا تعذروني لو انتهيت بكم إلى القول بـ(إن الحضارة يمكن أن تقاس في دورات المياه)!.. جزى الله خيراً القائمين على جامع مريم البناي ـ رحمها الله ـ فقد أحسنوا للناس، وعبروا لكل من صلى في المسجد ممن زارونا من خارج البلاد بأننا متحضرون.. المشكلة أن كثيراً من أصحاب الاستراحات والمحطات على الطرقات البرية والمسؤولين عن إدارة دورات المياه في الأسواق وعلى الشواطئ وفي المطارات قد قالوا لأعداد لا تحصى من الضيوف عكس ذلك.
اعذروني على هذا الاستعراض الدقيق لحالة قد يراها البعض عادية ولا تستحق كل هذا الاهتمام.. إنني أراها مبهجة لأنها نادرة هنا بينما هي تمثل ظاهرة قديمة في المجتمعات الغربية وأضحت مألوفة كذلك في كثير من دول الشرق القريب والبعيد!.. نراها في كل مكان.. في المطارات والأسواق والشواطئ وعلى الطرقات السريعة!.. كل هذه الأماكن عندنا ما زالت دورات المياه فيها تعاني من إهمال كبير على مستوى النظافة وتوفير مستلزماتها من ورق وصابون بل وحتى (سيفون)!.. تخيلوا.. أو لا تتخيلوا.. اذهبوا إلى (الواجهات البحرية) ـ ذلك المنجز الحضاري الرائع الذي يمتد بالكيلومترات على كورنيش الدمام والذي أنفقت عليه بلايين الريالات.. انظروا كيف تم تعطيل (سيفونات) دورات المياه.. هذا النقص العجيب الغريب أحسب أنه نشأ بسبب عدم وجود مياه كافية، خاصة وأن المياه المستخدمة للغسيل والوضوء تحضرها (الوايتات) بكميات شحيحة.. وهذه مشكلة أخرى لا بد أن تجد لها حلاً.. أما مشكلة (السيفونات) فمن الممكن أن يتم تزويد خزاناتها من ماء البحر القريب جداً عبر أنابيب بلاستيكية تضمن عدم التآكل بسبب الملوحة.. ولا تسأل عن المناديل والصابون بعد (السيفون) فربما يرونها ترفاً.. ولماذا لا تكون كذلك إن كان المطار يعاني من هذا النقص.. ولكي تحصل على شيء من مناديل الورق ـ وما زلنا في المطار ـ ما عليك سوى أن تبحث عن عامل النظافة ليقدم لك ورقتين منتظراً ما يقابلها من أوراق نقدية!
اعذروني أخيراً أو لا تعذروني لو انتهيت بكم إلى القول بـ(إن الحضارة يمكن أن تقاس في دورات المياه)!.. جزى الله خيراً القائمين على جامع مريم البناي ـ رحمها الله ـ فقد أحسنوا للناس، وعبروا لكل من صلى في المسجد ممن زارونا من خارج البلاد بأننا متحضرون.. المشكلة أن كثيراً من أصحاب الاستراحات والمحطات على الطرقات البرية والمسؤولين عن إدارة دورات المياه في الأسواق وعلى الشواطئ وفي المطارات قد قالوا لأعداد لا تحصى من الضيوف عكس ذلك.