|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
اقتلوا القطط.. واحذروا الفئران!
2010-04-09
رفع عدد من الأطباء البيطريين شكاوى إلى عدد من المشايخ والعلماء حول نقل القطط المنتشرة في شوارع السعودية، الأمراض إلى البشر، مطالبين بمعرفة الرأي الشرعي في قضية إخصاء هذه القطط لمنعها من التكاثر والسيطرة على أعدادها الكبيرة أو قتلها بطرق مختلفة للتخلص منها، على اعتبار أنها قد تتسبب في أضرار للبشر بنقل الأمراض، خصوصاً أنها تتغذى وتعيش في مواقع قذرة ومكبات النفايات. تلك هي فاتحة التحقيق الصحفي الذي أجراه (خالد علي) ونشر في صحيفة (سبق) الالكترونية قبل عدة أسابيع. وقد حمل التحقيق قلق مجموعة من الأطباء البيطريين من تعرض النساء الحوامل والأطفال - الذين غالباً ما يلهون في الشوارع ويلعبون مع القطط – لأمراض كثيرة منها التهاب ملتحمة العين، التهاب الحلق واللوزتين والنزلات المعوية، بل ومرض الدرن (السل).
والحقيقة أنني أكبر لهؤلاء الأطباء حرصهم على صحة الإنسان ومبادرتهم بالسؤال عن مشروعية إخصاء ذكور القطط أو قتلهم للحد من انتشارها.. ولو أن القطط وحدها هي ناقلة المرض للإنسان لسهل الأمر وهان، ولكن البيوت والمحلات التجارية والشوارع في كل مدننا الجميلة باتت مسرحاً لكثير من الأحياء الضارة.. ألم تروا الفئران تقطع الشوارع وتتنزه في كل مكان؟!
الحديث عن القطط والفئران يظل يذكرنا بصراع (توم وجيري). وإذا كنا نتعاطف كثيراً مع الفأر جيري ضد القط (توم) إلا أننا وفي حياتنا العامة نشعر بعلاقة حميمة مع القطط، وبشعور بغيض تجاه هذه الفئران القذرة حاملة الأمراض!
ومع كل ما أحمله من كراهية واشمئزاز من هذه الفئران إلا أنني لن أدعو الأطباء البيطريين للبحث عن وسيلة للقضاء عليها فهناك تقرير خطير نشرته bbc قبل عامين يحذر من القتل الجماعي للفئران لأنه قد يتسبب في انتشار أعداد هائلة من البراغيث الناقلة لمرض الطاعون نتيجة لعيشها مع الفئران وتطفلها عليها. غياب الفئران - كما يقول الخبراء - سيدفع هذه الأعداد الكبيرة من البراغيث لمهاجمة الإنسان وإصابته بالمرض.
فتاوى العلماء حسب ما ورد في التحقيق لا تجيز قتل القطط لمكانتها فيما يوصى في الخارج بالقتل الرحيم لها، نظراً لصعوبة علاجها وإزالة الميكروبات منها عن طريق التعقيم.
قضية القطط والإنسان عند الغربيين انتهت بالقتل الرحيم لها، ولا أدري ماذا سيكون حكم الفقهاء عليها إن ثبت خطرها على حياة الناس؟!