|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
الكرة ليست للرعاع!
2010-04-16
الكرة قصيدة جميلة.. هي كذلك يا علي الشريف.. يا صديقي (الحريف) وليغضب من يغضب. قصيدة الكرة تكتب بالأقدام لأنها أكثر من يركل الكرة وإلا فالجسم كله يتحرك والعقل قبل ذلك يحدد المسار ويرسم الطريق إلى (المرمى)!
آخر شعراء الكرة بعد بيليه وماردونا هو (ميسي).. يبحثون له اليوم عن لقب يناسبه، وأقول يكفي (ميسي)!.. ترى كم هم الذين أمتعهم وأبهجهم هذا الـ (ميسي)؟!
الكرة ليست للرعاع يا أستاذ.. أنت من يستطيع أن يقنع الكارهين لهذه المستديرة بهذه الحقيقة وبأنها قصيدة أو حكاية أو رواية تمتلئ بالبديع.. طباقاً وجناساً وتشبيهاً وتورية.. تلف وتدور - هكذا حالها - تملأ الطريق من الفرح إلى الحزن بالمتعة والإثارة!.. أنت من يستطيع أن يهذب عاشقيها ليرتقوا في هواها، ولا يخرجوا على لاعبيها وداعميها.. يرمونهم بأيديهم وألسنتهم بما لا يليق بمحضر ثقافي اسمه (كرة القدم)!
فهم الكرة على أنها ثقافة - يا صديقي - يحتاج إلى أن تكون لاعباً.. وكلما كنت موهوباً كنت أكثر قدرة على كشف أسرارها. تحتاج أيضاً أن تكون متعلماً قارئاً لأنها تأخذك إلى مسارات لا تنتهي.. علاقتها بالأدب تأتي من تمردها وإيقاعاتها الساحرة وقدرتها على الإمتاع!
إشكالية الكرة أنها تحتاج إلى طرفين متنافسين.. وليست عملاً استعراضياً من طرف واحد.. لذا يفرز التنافس الكبير رغبة عارمة للتفوق والاستئثار بالكرة وترويضها.. وفي المدرجات وأمام الشاشات تلتهب المشاعر مع كل تمريرة واستخلاص ومراوغة وتسديدة على المرمى.. وحينما تدخل الكرة في المرمى؛ يأتي الفرح جنوناً.. ويخيم الحزن سكوناً.. وفي الفريقين صرعى هم ضحايا هذا الهوس بالفانيلة والشعار.. خروج عن المعقول والمقبول.. أغضب المثقفين فهجر كثير منهم الكرة!
نعم يا صديقي الكرة ليست للرعاع.. لكنهم هناك، وهناك من يحرضهم إعلاميا، ويدعوهم لملء ميادينها بالصراخ والشتم والبصق والضرب!