|


د. محمد باجنيد
إدارة الوقت والتنافسية العالمية
2011-08-12
ما أكثر الأعمال المؤجلة في حياتنا.. مشاريع فكرية نحبها، ونترقب الوقت الذي تظهر فيه إلى النور، ومع ذلك لم ننته سوى من النذر اليسير منها.
نعم.. أعمال كثيرة تنتظر الإنجاز، ونحن نفتح كل الملفات.. نتنقل بينها حتى لا نصاب بالملل.. إنها الطريقة الوحيدة التي يلجأ إليها كثيرون لطرد هذا القابع في نفوسنا.
هي بالفعل طريقة مفيدة تساعدنا على مواصلة العمل ولكنها تزيد من الضغوط علينا لأنها لا تحقق الإنجار الكامل للمهمة في الوقت الذي يفترض أن تُقضى خلاله. ترك ملفات المهام مفتوحة والتنقل بينها لا يمكن أن يضمن لنا تاريخاً محدداً للإنجاز. حتى ترتيبها حسب الأولوية في ظل (ثقافة التأجيل) يدخلنا في مصيدة التحرك السريع في الوقت الحرج.. هذا التوجه يؤثر كثيراً على مستوى أداء العمل وجودته.
أكثر النصائح في إدارة الوقت تؤكد على ضرورة إنهاء المهام أولاً بأول وفقاً لأهميتها من خلال تخصيص وقت محدد للإنجاز.. يقولون إن على الفرد ألا يتهرب من مواجهة الصعوبات التي تكتنفها المهمة ويسعى لحلها دون تأجيل!
إدارة الوقت بكفاءة ستظل هدفاً يسعى الكل لتحقيقه، ولن يكون لكل الأفكار التي قدمت في هذا الموضوع قيمة حقيقية ما لم تتغير مجموعة التوجهات السلوكية المرتبطة بالدافعية.. إنها المحرك الأكثر أهمية في تحويل الأفكار إلى أعمال منتجة.
كل شيء يأتي بالتدريب.. أفهم ذلك جيداً وأؤمن بأن المدرسة في مراحلها المبكرة تستطيع أن تؤسس لكثير من التوجهات السلوكية القادرة على صنع المعجزات في هذا الإنسان الذي منحه الله قوى كبيرة وطاقات هائلة.. وإدارة الوقت أحد أهم هذه التوجهات!
المشكلة أننا في المؤخرة في مجالي التعليم والتدريب.. تقرير التنافسية العالمية لعامي 2010 ـ 2011 على التوالي يقول ذلك!
تقرير التنافسية العالمية مؤشر يحرج الدول ولا بد أن يحركها للإصلاح.. سأحدثكم عنه لاحقاً.