|


أحمد سرور
إنسان أكثر
2008-11-15
أثارني خبر قرأته أول أمس في أحد المواقع الإلكترونية نقلا عن الزميلة صحيفة الوطن السعودية عنوانه (طائرة إخلاء توزع أعضاء متوفى دماغيا على 7 مرضى) وتوطئة الخبر تقول: القلب لإنقاذ حياة مواطن، والكبد لإنقاذ آخر، والقرنيتان لعيني ثالث، والكلى لجسد رابع ....الخ،
هكذا حرص أحد المقيمين قبل موته على التبرع بأعضاء جسده والمتوفى دماغيا بمستشفى الملك فهد العام بالباحة، ومنه نقلت الأعضاء المتبرع بها إلى عدة مستشفيات على النحو التالي:
القلب والكبد واستفاد منهما3 مرضى بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، والكليتان لمريضين بمستشفى الهدا بالطائف، وقرنية لمريض بمستشفى الملك خالد التخصصي لطب العيون، أما القرنية الأخرى فبقيت بمستشفى الملك فهد العام بالباحة ليستفيد منها المريض السابع.
وتولى عملية استئصال هذه الأعضاء فريق مكون من 14 طبيبا.
وعلى ذي صلة بالموضوع قرأت أمس خبرا في الزميلة صحيفة الرياض عن (مذيع mbc) الزميل علي الغفيلي، الذي أعلن عن تبرعه بكامل أعضائه بعد الوفاة لصالح المركز السعودي للتبرع بالأعضاء بغرض زراعتها لمن يحتاجها من أخوانه المرضى .
وقبل الزميل الغفيلي كنت قد قرأت خبرا عن تبرع اللاعب (الدولي السابق) ماجد عبدالله بكامل أعضائه.
إعلامي ولاعب ومواطن ومقيم ومسئول تجلت فيهم روح الإنسانية، وتجاوبا مع فتوى المفتى العام للملكة العربية السعودية في هذا الجانب، فإن ذلك يحد من استغلال المرضى والقضاء على سماسرة الأعضاء البشرية، خاصة إذا ماعرفنا أن بيع مثل هذه الأعضاء مكلف ماديا، وهناك من لاتسمح ظروفه المادية بتوفير المبالغ الكبيرة.

حكاية أم سعيد
أم سعيد(خالة والدي) شفاها الله وعافاها، ظلت تعاني من الفشل الكلوي عدة أعوام وأتعبها الغسيل والأدوية، ولكن أيمانها بالله والاحتساب والصبر على الابتلاء كان أقوى الأسلحة التي تقابل بها المرض، فهنيئا لها بذلك .
أعود لمو ضوع أم سعيد، فبين عشية وضحاها انبرت ابنتها (أم عبدالله) لتقديم إحدى كليتيها وسط رغبة جامحة في تقديم شيء لوالدتها، ومن منطلق (الجنة تحت أقدام الأمهات) أوكما جاء عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله من أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال ثم من؟ قال: " أبوك").
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، فالإنسان هو أنس لذاته وأنس لغيره، فما قيمة الحياة ما لم تكن مليئة بالحب في الله ولله، والعمل قولا وفعلا بماجاء في الكتاب والسنة، والحمد والشكر لله وحده فقد نجحت العملية.
خالص الدعاء لمن آثر على نفسه العيش دون أن يقدم للآخرين رد الجميل، فما بالكم إذا كان الرد لأحد الوالدين، وكل الدعاء لمرضانا ومرضى المسلمين بالشفاء.

عذب الكلام
للأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد :
اسألوا دمي .. وسعادتي وهمي
اسألوا التوفيق ..والكدر والضيق
اسألوا الطيب في صفاتي ..والدعاء اللي في صلاتي
واسألوا شهودي ..الدموع اللي في سجودي
اسألوهم .. واسألوا دمي .. عن غلا أمي