|


إبراهيم الجابر
الواقع الإعلامي
2009-01-29
نعيش في زمن يعتقد البعض من الإعلاميين أننا نعيش زمن الإعلام الرياضي السعيد، زمن وسائل الإعلام المتمتعة بحرية الإعلام بلا قيود، حتى وصلت إلى حرية تتعدى مرحلة النقد الهادف البناء إلى مرحلة القذف والاتهام والتشهير وتصفية الحسابات القديمة والسباحة في مستنقع التعصب للميول حتى وإن كان على حساب الوطن دون حسيب أو رقيب.
وقد ساهمت بعض الجماهير القليلة الخبرة بمعنى (حرية الإعلام) بأن صنفت هذه الوسائل والإعلاميين المنتمين إليها بأنهم الأكثر حرية ونزاهة، ولم ينتبهوا إلى الأمور النفسية السيئة التي جعلتهم يقبلون على هذه الوسائل بطريقة كجزء من الراحة النفسية وكجزء من علاج نفسي لأمور لم تتحقق على الواقع، فهزائم متتالية وخسائر لبطولات، وأمان وطموحات فردية وجماعية لم تتحقق.
الواقع الإعلامي الرياضي مؤلم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى خاصة في هذه المرحلة الهامة من مراحل الرياضة السعودية المتوثبة لتحقيق مجد وتاريخ يكتب لرياضة الوطن سواء على مستوى الاحتراف أو على مستوى الإنجازات السعودية الرياضية المتوالية.
مرحلة التصحيح لواقعنا الإعلامي الرياضي تحتاج إلى (جهد وفكر وعلاقات أخوية وودية)، وكما هو معروف أن الإعلام الرياضي السعودي نشأ وترعرع في كنف الرئاسة العامة لرعاية الشباب وقدم الكثير من الإعلاميين المتميزين في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة داخلياً وخارجياً.
لذا مرحلة التصحيح لواقعنا الإعلامي السعودي الرياضي تحتاج إلى وقفة صادقة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجميع المنتمين للإعلام الرياضي السعودي والرياضة السعودية، ووضع تصور متكامل عن السلبيات والإيجابيات في الإعلام الرياضي ودراسة المشاكل بشكل دقيق ووضع الاستراتيجيات الإعلامية لخدمة الإعلام الرياضي السعودي ورسم الأهداف المراد الوصول إليها.
المرحلة الأهم هي مرحلة النضج الإعلامي التي طالما حلم بها المسؤولون عن الرياضة وعن الإعلام، مرحلة النضج الإعلامي ليست ببعيدة تحتاج إلى جلسات بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجميع وسائل الإعلام الرياضي السعودي مع فتح الآذان والقلوب والحرص والجدية في أخذ أبسط الأمور والوصول إلى قرارات تاريخية بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات.