|


سعود المغيري
مهاترات رياضية
2013-05-16

نعرف جميعا أن الرياضة بصفة عامة أصبحت علماً له قواعده وفروعه وضوابطه وأهميته، ومن ذلك منافسات كرة القدم التي تجد شعبية جارفة في جميع الدول ولها من الإيجابيات الشيء الكثير والكثير على مواطني وحكومات العالم، حتى أضحت تسيطر على اهتمامات الشعوب متابعة وبحثا وإعلاما، وأصبحت الشغل الشاغل للغالبية من الناس، كما أنها تحولت إلى صناعة تدر الملايين على المستثمرين فيها من جوانب عدة. وفي السعودية أخذت منافسات كرة القدم حيزا كبيرا من الاهتمام لدى الكبير والصغير، وطغت على تفكير الكثير بحيث يقضي المشجع جل وقته في متابعة فريقه والمستجدات التي تطرأ عليه. وحظيت منافسات كرة القدم بمتابعة إعلامية هائلة إلى جانب شبكات التواصل الاجتماعي التي أعطت المتابع فرصة للتعبيرعن حبه لفريقه والمناكفة من أجله في كل الظروف. لكن المتتبع لتلك المنافسات يلفت نظره طغيان السلبية على مجريات الأحداث بيد أن الإثارة هي السمة البارزة على تلك الفعاليات في وقت غاب الوجه الإيجابي والهدف المنشود من تلك الرياضة بمباركة من الإعلام الرياضي المسعور بالإثارة المفتعلة، وخفوت القرار الإداري الصارم المبني على المصلحة العامة، يقابله ضعف ثقافي من المعنيين سواء رؤساء الأندية أو المسؤولين في الإدارات أو اللاعبين، مما أفرز لنا مجالا مشحوناً بالتعصب شعاره (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) في نصرة ناديك المفضل، حتى جلس المتتبع بحس عقلاني ويحمل إرثا ثقافيا عاليا يردد:(أليس منكم رجل رشيد؟). كل يوم نحن على موعد مع مشكلة وإثارة مصطنعة وقرارات خاطئة وتصريح ناري ينظر للأمر من باب الأنانية ومهاترات كلامية، وجميعها بدأت تظهر بالسلب على صوت المدرج والخروج عن الأدب والذوق العام والأخلاق الاجتماعية، لتبقى هنا أسئلة حائرة تنتظر الإجابة عليها بالفعل وليس بالتنظير. إلى متى ونحن على هذا الوضع المتأزم الذي لن ينتج إلا ثمرة طعمها علقم، ويولد البغضاء والحقد والتناحر والكراهية؟ أين الوجه المشرق لمنافسات كرة القدم من حيث الحب والتسامح وعمل الخير والإخاء والتقارب؟ أين الأقوال الصادقة النابعة من نفس كبيرة تجمع ولاتفرق ؟ أين الأفعال التي تعطي انطباعاً إيجابياً لدى المتلقي من قبل أصحاب الشأن مثل الأعمال الخيرية والتطوعية، وتعطي درسا للناشئة في التربية والأخلاق والاستقامة. هل جف مجتمعنا من هذه الصفات التي حثنا عليها ديننا الحنيف ؟ لماذا يطغى الكذب والخداع واللعن والسب واحتقار الآخرين والتعنصر من أجل منافسات الأصل من إقامتها الصحة والقوة والترفيه والألفة والمحبة؟ أين الإعلام الراقي والدورات التطويرية والمشاركة الاجتماعية الفعالة والاحتراف الحقيقي ؟ ختاما تذكروا جيدا قول الحق (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)