|


سعود عبدالعزيز
الحق الأهلي أحق
2012-05-21

ـ فاز الأهلي ببطولة كأس دوري الأبطال، وسجل أربعة أهداف في مرمى النصر بعد أن قدم الفريق الأخضر مستوى فنياً مميزاً هو امتداد للعطاءات الخلابة التي قدمها في كل المسابقات المحلية والخارجية لهذا الموسم، فرغم خسارة الدوري وكأس ولي العهد لم يتعرض نجوم الأهلي للإحباط بل دخلوا بطولة كأس خادم الحرمين بروح تحد جديدة ومعنويات مرتفعة.. فحققوا تطلعات كل من وقف معهم من أجهزة إدارية وشرفية وفنية وطبية وجماهيرية، فحافظوا على اللقب الكبير ونالوا المجد. ـ فوز الأهلي ومحافظته على اللقب الغالي هو فوز للكرة الجميلة والكرة الهجومية، بل هو فوز لكرة القدم، ففريق (نافس) على جميع البطولات يستحق بطولة واحدة على أقل تقدير، وهو ما حدث مساء الجمعة، فقد كان الأهلي الطرف الأقوى من منافسه الذي غاب تماما عن أجواء المباراة، بعد أن فشل مدربه في اختيار الأسلوب المناسب لإيقاف مصادر الخطورة في الأهلي، ففتح عبد الرحيم الجيزاوي الدفاعات النصراوية (الهشة) وصال وجال، فهز شباك عبد الله العنزي مرتين وجهز هدفا لعماد الحوسني تاركا المدافع كامل الموسى يختار الأسلوب المناسب في التسجيل والفرحة. ـ مباراة النصر والأهلي كانت صراعاً فنياً للمدربين، فكان التفوق مثل ما هو متوقع (لجاروليم) الذي كان يملك أدوات فنية أفضل وتحديدا الرباعي الأجنبي (المؤثر)، في الوقت الذي يفتقد (ماتورانا) للعنصر الأجنبي لكن هذا لا يعفيه من تحمل جزء كبير من أسباب الخسارة، فلم يختر الطريقة المناسبة لوقف عناصر الخطر في الأهلي، فالجيزاوي كان (النجم) الأول للفريق الأخضر في دوري الأبطال، وكان صاحب دور ملموس في بلوغ الأهلي المباراة الختامية بسرعته ومهاراته في الجهة اليسرى، ومع هذا لم يتم تكليف خالد الغامدي وخالد الزيلعي بوقفه.. فحدثت الخسارة المجلجلة. ـ إن فوز الأهلي باللقب لم يكن مستغربا بل كان منتظرا للفوارق الفنية الواضحة بينه وبين النصر، وكان خبراء كرة القدم والجماهير الرياضية ينتظرون مفاجأة أو معجزة من (العالمي)، لكنها لم تحدث رغم المجهود الجبار المبذول من الأمير فيصل بن تركي وعدد من أعضاء الشرف ومنهم الأخ حسام الصالح وجماهير (الشمس) التي حضرت بكثافة واقتسمت المدرجات مع جماهير الأهلي، لكن الطموحات والتطلعات النصراوية غابت بعد أن فرضت المقاييس الفنية نفسها على واقع المواجهة الختامية، ففاز الفريق الأفضل وطار بالكأس بأقل مجهود، فمبروك لكل أبناء الراقي وفي مقدمتهم الرياضي الكبير والرمز الأهلاوي الخالد الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز. أنديتنا والدور الآسيوي الحاسم ـ الاتحاد مع بيروزي والهلال أمام بني ياس والأهلي ضد الجزيرة الإماراتي.. هكذا جاءت مباريات دور ال(16) من دوري الأبطال الآسيوي، فالأهلي سيترك معقله في جدة ويذهب لمدينة أبوظبي لمواجهة الجزيرة في مباراة صعبة للفريقين، فالجزيرة يريد تعويض خسارة لقب الدوري بالوصول لدور الثمانية على حساب الأهلي، وبيروزي المتدهور في الدوري الإيراني يرغب في إبعاد الاتحاد حتى وهو يلعب خارج ملعب (الحرية) في العاصمة طهران، والهلال صاحب الأداء غير الثابت أمام بني ياس لن يكرر أخطاء الماضي، وسيحاول مصالحة جمهوره بالفوز على الفريق الإماراتي وإحباط كل محاولات المدرب كالديرون الذي أشرف على الفريق الأزرق في العام الماضي. ـ فرقنا الثلاثة مطالبة بالحذر والحيطة من الفرق المنافسة لضمان الفوز ومن ثم الانتقال للدور الحاسم وفيه ستكون الفرص أفضل، فمباريات دور الثمانية تقام بنظام الذهاب والإياب، كما يمكن استبدال اللاعبين الأجانب بضم محترفين جدد أجانب ومحليين.. وهو ما يعزز حظوظ الفرق المتأهلة التي يمكن لها علاج الكثير من المشاكل في حالة استفادتها من فترة التوقف الطويلة للمسابقة القارية، ومن هنا فإن جماهير الأهلي والهلال والاتحاد وجماهير الكرة السعودية تتطلع من الأندية الثلاثة بالفوز غدا الثلاثاء وبعد غد الأربعاء. السماسرة حطموا النصر ـ استغل عدد من السماسرة قلة خبرة المفاوض النصراوي.. فأحضروا العديد من المحترفين المحليين والأجانب (العاطلين)، فامتلأت الكشوفات النصراوية برجيع الشباب والأهلي وحارس أبها وظهير الوحدة ومدافع الربيع وأجانب فاشلين.. فضاعت هوية النصر وراحت الملايين لجيوب السماسرة الذين وجدوا الباب مفتوحا أمامهم فأحسنوا استغلال الفرصة، فكان الضحية جمهور الشمس الذي وجد فريقه في النهائي لاحول له ولا قوه أمام المنافس المتسلح بالرباعي الأجنبي.. في الوقت الذي كان أجانب النصر بين المدرجات ومقاعد الاحتياط. ـ في الماضي كان النصر مضرب مثل في إحضار اللاعبين الأجانب (رغم) غياب السيولة المالية، فتعاقد الأمير عبد الرحمن بن سعود مع (كاريوكا وموسى صايب وكارلوس تورنيو ويوسف فوفانا وحسين سيمجاني وأوهين كندي وخوليو سيزار وجونيور وبوسكاب) وغيرهم ممن استطاعوا تقديم الإضافة الفنية ونجحوا في مساعدة العالمي في اقتحام أجواء المنافسة، وتمكن الإكوادوري كارلوس تورنيو وأوهين كيندي من تصدر قائمة هدافي الدوري لموسمين مختلفين. ـ حضر المال في النصر وغابت الخبرة والفكر.. فوجد السماسرة في النصر المكان المناسب لعرض بضاعتهم الرديئة، فجلبوا أسوأ اللاعبين الأجانب وبأسعار عالية، لمعرفتهم أن الخبرات النصراوية التي عملت مع الرمز الراحل لسنوات طوال (بعيدة أو مبعدة)، لكن هذا الإبعاد من المفروض أن ينتهي ويتم تقريب كل من يملك الخبرة الكافية في اللاعبين الأجانب لتصحيح هذا الوضع الذي لايمكن السكوت عنه. ما قل ودل ـ قرار إعفاء كل من صدر بحقه عقوبة من القرارات التي تجدد الروح الرياضية عند كل المتعاطين مع المشهد الرياضي. ـ بكاء النجم فهد الهريفي بعد خسارة النصر اللقب، وزيارة ماجد ويوسف لمعسكر الفريق ليلة المباراة الختامية تؤكد(العشق) الكبير للعالمي من نجومه السابقين الذين صنعوا أمجاده وزادوا من قاعدته الجماهيرية. ـ الفتح يهزم الهلال والنصر في أقل من أسبوع.. من غير الفتح يفعل ذلك؟ (الفتح إنه الفريق المفضل لكل الرياضيين). ـ هل أصبح الشرفي النصراوي الذهبي حسام الصالح جاهزا لرئاسة النصر أو على الأقل الإشراف على الفريق في العام المقبل؟ ـ في قمة الفرح قال خالد بن عبد الله بن عبد العزيز إن فهد بن خالد هو رئيسنا (كلنا) في الأهلي، من يحمل كل صفات التواضع سوى أبوفيصل.. فعلا (خالد بن عبد الله غير). ـ مبروك لكل هلالي فوز الأهلي بالنهائي وخسارة النصر. إلى اللقاء يوم الجمعة المقبل.