|


سعيد غبريس
خذوا العبرة من "العنابي"
2016-01-22
بعد "نكسة" مونديال 2002 والأهداف الثمانية من المنتخب الألماني، وضع كل من الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل اليد على الجرح، حين رفعا الصوت عالياً في وجه الأندية مناشدينها إفساح الفرص للاعبين الواعدين بالاحتراف في أوروبا ولو في الدرجة الثالثة.. وهذا ما لم يحصل باستثناء تجربة خجولة لمهاجم الهلال أحمد الصويلح الذي كنت شخصياً وراء سفره إلى سالبورج النمساوي، ولكنه لم يتحمل أجواء الاحتراف الجديّ وفضّل العودة بعد أسابيع قليلة راضياً بمبلغ مليوني ريال دفعها أحد أعضاء الشرف الهلاليين "تشجيعاً" له للعودة.
النداء والمناشدة من أكبر مسؤولَين رياضيَين في المملكة، قابلهما في بلد خليجي آخر عمل احترافي لاتحاد الكرة القطري الذي زج بمجموعة لاعبين في ثلاثة أندية أوروبية (إسبانية وبلجيكية ونمساوية) ضم منهم المنتخب المشارك في تصفيات آسيا لأولمبياد ريو دي جانيرو المقبل حوالي 12 لاعباً تصدروا مجموعتهم بالعلامة الكاملة (9) وبـ9 أهداف في ثلاث مباريات، على الرغم من تواجد "العنابي" في مجموعة قوية ضمت أيضاً الصين وإيران وسوريا، فيما لم يجمع السعودي من هذه النقاط الـ9 سوى 2 بالرغم من وجوده في مجموعة ضعيفة ليس فيها سوى فريق قويّ واحد هو المنتخب الياباني الذي تصدر بدوره بالعلامة الكاملة..
والحق يقال، إن أسباباً واضحة لهذا التفاوت في نتائج "الأخضر" الهزيلة ونتائج "العنابي" الباهرة، فمن ناحية الإعداد كان الفارق شاسعاً: معسكر سعودي لعشرة أيام مع مباراتين تجريبيتين، مقابل معسكرات داخلية وخارجية لفريق قطر مع 11 مباراة عدا 5 مباريات تنافسية في بطولة غرب آسيا.
وفي مقابل الاستقرار الفني والإداري في المنتخب القطري، قطع اتحاد الكرة السعودي مرحلة هذا الاستقرار، بإقصاء المدرب الوطني بندر الجعيثن الذي يقود المنتخب الأولمبي منذ حوالي ثلاث سنوات، والذي حقق اللقب الوحيد للكرة السعودية خلال السنوات الماضية حيث قاده للقب كأس الخليج العام الماضي، وأتى بالهولندي كوستر قبل حوال الشهر ولم تكن عنده الفرصة أو الكفاءة لإيجاد توليفة منسجمة من لاعبين يلعبون مع أنديتهم في دوري جميل، فضّلهم على اللاعبين الأولمبيين الذين يحضرهم الجعيثن والذين كانوا نواة التشكيلة في المعسكر الخارجي، فكان من الطبيعي أن يفشل هذا المدرب "الطارئ" في تحقيق الفوز حتى على فريقَين من التصنيف المتأخر.
والسؤال المطروح في هذه العجالة هو: كم نكسة يجب أن تضرب المنتخبات السعودية لكل الفئات حتى تقتنع مجالس إدارات الاتحاد المتعاقبة بضرورة جدوى تأمين الاستقرار للجهازين الفني والإداري، وتحضير المنتخبات جدياً، وخاصة إذا كانت المناسبة مونديالية أو أولمبية وقارية؟
وثمة مقاربة أخرى لمسار الكرة القطرية في الاتجاه الصحيح ولمراوحة الكرة السعودية إن لم نقل تأخرها، فالمنتخب القطري الأوّل، كما الأولمبي، تأهل بالعلامة الكاملة أيضاً لأمم آسيا وللدور الثالث لتصفيات المونديال، فيما المنتخب السعودي ينتظر لقاءه الحاسم أمام نظيره الإماراتي..
وعزاء الكرة السعودية في هذا الإقصاء هو تجنب فيروس زيكا الذي يشكل خطراً على زائري القارة الأمريكية الجنوبية.

رئيس تحرير مجلة "الحدث الرياضي" اللبنانية