|


سعيد غبريس
الصدفة قدر المنتخبات
2016-01-15
استبشرنا خيراً بتأهل المنتخب السعودي لنهائيات أمم آسيا تحت 19 سنة في البحرين 2016، بعدما تصدر مجموعته، وتفاءلنا بأن يحذو حذوه منتخب الشباب لتحت 23 عاماً ويخطو خطوة أكبر بالتأهل لأولمبياد ريو دي جانيرو في 2016 أيضاً خصوصاً أن المنتخب السعودي الأولمبي يضم عناصر تتألق في الدوري، بل إن البعض منهم نجوم في أنديتهم، مثل مصطفى بصاص وعبدالرحمن الغامدي وعبدالفتاح عسيري وفهد المولد ومحمد قاسم وصالح العمري وعلي الزبيدي ومحمد كنو وعبدالمجيد الصليهم وأحمد شراحيلي ومحمد الصيعري وغيرهم…
ولكن البداية المتعثرة في الدوحة لـ(الأخضر) ذكّرتنا بالخروج المرّ للمنتخب الأول في كأس أمم آسيا في الدوحة أيضاً عام 2011، حيث مُني بثلاث هزائم وغادر من الدور الأول… قبل أن يخرج باكراً من كأس أمم آسيا في أستراليا 2015 مكتفياً بثلاث نقاط…
المجموعة القوية من لاعبي منتخب السعودية الأولمبي عابها سوء التركيز في المباراة الأولى أمام تايلاند بإضاعة فرص عديدة عدا ركلة الجزاء التي أهدرها القائد مصطفى بصاص. ولم يجهد المحللون في تفسير البداية المهزوزة وعدم الانسجام، وكيف ينعم منتخب بالانسجام وقد كانت التشكيلة غير تلك التي خاضت المعسكر الإعدادي، علاوة على تعيين مدرب جديد قبل فترة وجيزة من انطلاق البطولة، وتبديل مهمة المدرب الوطني إلى مساعد، وتعيين مدير جديد للفريق في ربع الساعة الأخير.
وبذلك يكون المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد قد نطق بالحق حين تحدث عن الاستعداد الارتجالي وعن الفريق غير المنسجم، وكذلك هي حال اللاعب الدولي السابق محيسن الجمعان حيث وصف المنتخب بأنه عشوائي ولا يوجد انسجام نهائياً بين أفراده.
ولكن البطولة ما زالت في بدايتها، فلا يجب التحدث بسلبية مطلقة، على الرغم من خسارة نقطتين هامتين، فالفريق الأولمبي الذي يسعى للتأهل الثالث للأولمبياد بعد 20 عاماً، كان شهد في العام 2012 تصاعداً مضطرداً في المستوى. وتصدر مجموعته في النسخة السابقة قبل أن يخسر النهائي أمام نظيره العراقي بهدف.
والحق يقال، إننا اعتدنا على «مداهمة» البطولات للمنتخب السعودي الذي قلما ما كان متأهباً ومتحضراً للاستحقاقات الإقليمية والعالمية وغالباً ما تولى مدرب جديد مهامه قبيل بدء البطولة لدرجة أن أحدهم تعرف على اللاعبين في الطائرة، والشواهد على مثل هذه الارتجالية كثيرة، وكأن الصدفة باتت قدر المنتخبات السعودية…
ولا يختلف الوضع إزاء الحالات المشابهة مع الأندية، وإذا أخذنا بعين الاعتبار مقولة إن الدوري القوي ينتج منتخباً قوياً، فلا نستغرب هذا التأرجح في مستوى المنتخب بين فترة وأخرى، فالأندية لا تهتم بالقاعدة ولا بالأكاديميات، وهذا ما أضاء على سلبياته الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب. وهو سبب هام في ضآلة كمية ولادات النجوم، مع أن هناك نوعيات وخامات جيدة.
ونظرة سريعة على ما تتخبط به الأندية طوال الموسم وما تهدره من أموال في تغيير المدربين واللاعبين الأجانب، وانشغالاتها بتأمين السيولة لسداد الديون كي لا تُحرم من التعاقدات، حتى وصل الأمر إلى الاستدانة من البنوك، وتتقطع أنفاس الإدارات والرؤساء في رتق وترقيع المشاكل المالية المزمنة التي تسببها الإقالات والاستغناءات عن المدربين واللاعبين الأجانب والتي غالباً ما تحسمها تهديدات (فيفا).

رئيس تحرير مجلة «الحدث الرياضي»