|


سعيد غبريس
ليت نور كالغامدي
2015-12-04
كثير من اللاعبين العالميين وضعوا حداً لنجوميتهم بأيديهم. وغالباً ما كانت المنشطات سبباً أساسياً في ذلك. وعادة ما يتناول العقار المحظور اللاعبون الذين باتوا على مشارف الاعتزال، وهذا ما أقدم عليه نجم سعودي كبير يعتبر الأكثر حملاً للألقاب، نعني به: قائد فريق الاتحاد ابن السابعة والثلاثين محمد نور الذي استدعته اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات بعدما توصلت إلى عينة إيجابية من بوله، فكانت ردة فعله الأولى أن ترك إحدى حصص التدريب وأبلغ إدارة النادي رغبته في الاعتزال.
في الأساس كان محمد نور يتحضر للاعتزال في نهاية الموسم وفقاً لتجديد عقده مع النادي الجداوي الذي استعاده من نادي النصر بعدما أجبرته الإدارة السابقة على ترك عرين النمور بعد 20 عاماً.
محمد نور الذي كان ردّ اعتباره أمام الإدارة السابقة لنادي الاتحاد بمساهمته في إعادة نادي النصر إلى منصة التتويج بعد غياب سنوات وفاز معه بالدوري وكأس ولي العهد في موسم واحد، فشل في وضع النهاية السعيدة لمسيرته المكللة بالنجاحات، فهو الآن مهدّد بالإيقاف أربع سنوات، أو أقل إذا نجح المحامي الإنجليزي الذي استعانت به إدارة النادي للتوصل إلى تخفيف العقوبة إلى الحد الأدنى أو إثبات براءته مع احتمال ضئيل جداً. وبالتالي فإنه سيُحرم حتى من إقامة حفل اعتزال يليق بتاريخه مع النادي ومع المنتخب السعودي..
مسيرة محمد نور الرياضية كانت توقفت نهائياً لولا العفو الذي منحه إياه الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ فهو عادة ما يغيب عن الملاعب بسبب الإيقافات أكثر منها بسبب الإصابات، وكذلك بسبب الإبعاد من قبل المدرّبين الذين كان يناكفهم ويتمرد عليهم، وغالباً ما كان يطيح بهم..
هذه العقليّة المتمرّدة تضرب رؤوس لاعبين أصابوا النجوميّة فجأة ولم يعودوا يضعون أرجلهم على الأرض، تماماً مثل الأثرياء الجدد الذين يتنكرون لحالتهم السابقة فلا يتعاطفون مع أبناء الطبقة المسحوقة في مجتمعاتهم..
وشهدت الكرة السعودية حالات عدة في هذه الفترة لنجوم تألّقوا فصاروا يتعاملون بفوقيّة مع أنديتهم ومدربيهم وزملائهم وزملاء الفرق المنافسة، فكانت لهم عقوبة الإيقاف بالمرصاد. ويأتي مهاجم الهلال ناصر الشمراني كأبرز حالة لنجوم سرعان ما يصبحون أعداء أنفسهم، فأبعدتهم الإيقافات آسيوياً ومحلياً لأسابيع فخسر موقعه كهداف لدوري أبطال آسيا، وخسر فرصته في أن يكون أول لاعب يعادل رقم الأسطورة ماجد عبدالله ويحقّق لقب هداف الدوري 6 مرات..
أمّا محمد السهلاوي الذي وضعته تألقاته على رأس قائمة هدافي العالم، فقد وضع نجوميته في دائرة الخطر باكراً، فبدأت تظهر عصبيته خلال مباراة في الدوري سجّل خلالها هدفين ولكنه قام بتصرّف مستغرب بعد نهاية المباراة والتي انتهت بالتعادل.
نايف هزازي بدوره بكّر في تصرفات تؤدي إلى قتل موهبته... وحتى السوري عمر السومة المعروف بهدوئه دخل هذا المعترك..
حبذا لو يتخذ هؤلاء النجوم من عمر الغامدي قدوة في التوصل إلى نهاية سعيدة لمسيرة مديدة.

* رئيس تحرير مجلة "الحدث الرياضي"