|


سعيد غبريس
سهلة على"الصعباوي" لو لم ..
2015-11-20

العجب كل العجب ألا يكون نجم نادي النصر والمنتخب السعودي محمد السهلاوي ضمن الدائرة الضيقة في قائمة الاتحاد الآسيوي لمرشّحي لقب أفضل لاعب في القارة للعام 2015، وهو الذي فعل كل شيء مع ناديه ومع منتخب بلاده، بل وتربّع على عرش هدافي العالم، ولا بأس هنا في سرد سريع لإنجازات هذا اللاعب ابن الـ 28 عاماً والذي لم تُتح له الفرصة الحقيقية لتمثيل بلاده إلا في كأس أمم آسيا 2015 بعدما كان التحق بالأخضر في 2010، فالسهلاوي قاد النصر لبطولة الدوري ونافس على باقي الألقاب، وقاد منتخب المملكة لتصدّر مجموعته في تصفيات مونديال 2018 وكأس أمم آسيا 2019، ولعب الدور الحاسم في عدد من المباريات أهمها أمام الإمارات حين حوّل التأخر بهدف إلى فوز بهدفين، كما أنه حقّق هدف الفوز أمام ماليزيا 2ـ1، وسجّل أهدافاً في كل الفرق المنافسة وآخرها خمسة في مرمى تيمور الشرقية (10ـ0) أي نصف أهداف فريقه، بعد ثلاثية الذهاب في الفريق ذاته ليصبح ثاني لاعب يسجّل 5 أهداف في مباراة واحدة منذ 2012 في تصفيات كأس العالم، ليكسر بذلك تفوّق الإمارات في التهديف وهو ما قد يكون الفاصل في حسم الصدارة والتأهل لنهائي آسيا وللدور الحاسم لتصفيات المونديال.
وهل هناك تفوّق وتمّيز أكثر من أن يكون النجم السعودي رجل المباراة للمرة الخامسة على التوالي، وصاحب الرقم القياسي في التسجيل في 7 مباريات متتالية، وصاحب أعلى نسبة تسجيل في التصفيات الحالية برصيد 13 هدفا في 7 مباريات، ليصبح مجموع أهدافه الدولية هذا العام 18، ومجموع أهدافه مع المنتخب 22 هدفاً في 22 مباراة.
ولا مجال في هذه العجالة لسرد المزيد من إنجازات السهلاوي، لكن ذلك يثير الدهشة لاستبعاده عن قائمة المرشحين بلقب أفضل لاعب آسيوي، فمع سرورنا كعرب لأن يكون اثنان من ثلاثة مرشحين من منطقتنا، وخاصة الإمارات وتحديداً أحمد خليل وعمر عبد الرحمن (عموري)، ولكن عدم ضم السهلاوي للقائمة بحجة أنه تألق مؤخراً، هو عذر أقبح من ذنب، طالما أنّ القائمة أُعلنت بعد أن حقّق اللاعب السعودي هذه الإنجازات يكفيه منها أن يكون أفضل هداف في العالم ليصبح في رأس القائمة.
والحق يُقال إنّ أحمد خليل يستحق أن يكون ضمن القائمة لإنجازاته الكبيرة هذا العام مع ناديه الأهلي (أوصله إلى نهائي أبطال آسيا بأهدافه الستة) ولأهدافه الكثيرة في التصفيات المزدوجة مع المنتخب (10 خلف السهلاوي في قائمة الهدافين) وحصوله على المركز الثالث في أمم آسيا وتسجيله أسرع هدف في البطولة. أمّا "عموري" ومع الاعتراف أنه موهبة عربية وآسيوية كبيرة، لكنه لم يحقق مع ناديه إنجازاً قارياً في هذا العام (دور الـ16 في دوري أبطال آسيا) أمّا المرشح الثالث الصيني تشينج فلا غبار على ترشيحه..
لقد أُثير بعض المشاكل في عملية ترشيحات الاتحاد الآسيوي وحتى الاختيارات ومنح اللقب، وجاء استبعاد السهلاوي هذا العام مكملاً لسلسلة مظالم لحقت بالكرة السعودية ولعلّ أكثرها إيلاماً الخسارة المتعمّدة للهلال في نهائي أبطال آسيا العام الماضي، بفعل الصافرة المنحازة للحكم نيشيمورا الذي جعلته تلك المباراة العلامة الفاسدة في التحكيم الآسيوي، أمّا استبعاد السهلاوي فهو دليل على الغباء والحماقة وقصر النظر، ويعطي قوة الحجة لمن يتهمون الاتحاد القاري بمحاربة الكرة السعودية.

رئيس تحرير مجلة "الحدث الرياضي" اللبنانية