أعادتني المفاوضات السعودية الفلسطينية حول اللقاء الكروي بين منتخبي البلدين في إطار تصفيات آسيا 2019 والمونديال 2018، إلى حالة مماثلة ولكن هذه المرة بين ناديين عربيين، سعودي (النصر) ولبناني (الأنصار)، ويومها كنت طرفاً عابراً وبالصدفة وسبباً في إيجاد حلّ ليس بسبب التجانس في اسمي الناديين بالمعنى والأحرف، بل بسبب انتصار المنطق القومي العربي على المصلحة الخاصة..
دوري في حل مشكلة بين جهتين عربيتين، أجاهر به للمرّة الأولى كتابةً، وقلته قبل ذلك وجاهياً للصديق رهيف علامة الأمين العام السابق للاتحاد اللبناني لكرة القدم وذلك بعدما استقال نهائياً.
.. كانت المفاوضات شائكة وشاقة كالعادة بين طرفين عربيين، فنادي النصر مطلوب منه اللعب مع الأنصار في بيروت ضمن تصفيات بطولة أندية آسيا، ولم تكن الأوضاع الأمنية في لبنان مشجعة بالرغم من أنّ البلد كان يتعافى شيئاً فشيئاً بعد إبرام اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان.
وكان هناك تحفّظ سعودي حول اللعب في بيروت، وإصرار لبناني في المقابل على حق الأنصار باللعب على أرضه، وكنت في الدوحة حين كشف لي الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود ـ رحمه الله ـ عن صعوبة الموقف، وكانت وجهة نظري أن يلعب النصر في بيروت برغم كل الظروف ليصبح أول فريق عربي يلعب في لبنان فيكون السعوديون بذلك أسهموا في إعادة الحياة إلى ملاعب الرياضة بعدما أسهموا في إعادة السلام إلى ربوع لبنان، فأجاب أنّه يؤيّد ذلك لكن الأمر لا يعود إليه.. فنطقت بالحل بعبارة: وهل رفيق الحريري بعيد عنكم؟ وكان أن أقيمت المباراتان في الرياض..
والحق يُقال، إنّ الموقف اللبناني آنذاك إن لم يكن نابعاً من موقف قومي، فهو بالحد الأدنى رد جميل لما بذلته المملكة العربية السعودية من جهد ومساعدات في كل المجالات لإنهاء الحرب في لبنان. أمّا الثمن المفترض أن يدفعه اللبنانيون فهو في حده الأقصى خسارة مباراة في كرة القدم.
القصة تتكرّر اليوم شكلاً ومضموناً في موضوع مباراة الإياب بين منتخبي السعودية وفلسطين المقرّر إقامتها في رام الله في 13 أكتوبر المقبل، وهناك أوجه شبه كثيرة، فالفلسطيني له كل الحق في إقامة المباراة على أرضه، ولا سيما بعد رفع الحظر من قبل "فيفا" عن إقامة المباريات الرسمية على أرض فلسطين، وبعدما كان الفريق الإماراتي نال شرف اللعب في فلسطين كأول فريق عربي والجانب السعودي الممثّل باتحاد الكرة لا يمانع أبداً في الذهاب إلى فلسطين. ولكن القرار النهائي لا يعود له، بل للدولة السعودية الذي يعتبر موقفها في الأساس مشرّفاً لفلسطين كونه نابعاً من البعد كل البعد عن أي خطوة تلامس التطبيع ولو معنوياً مع العدو الإسرائيلي.
وفي حين يعتبر الجانب الفلسطيني أن نقل المباراة خارج فلسطين هو بمثابة "نهاية حتمية للحركة الرياضية"، بل و"خيانة للوطن"، يصرّ الجانب السعودي على اعتبار التطبيع مع الكيان الصهيوني خطاً أحمر، وهو في هذه الحالة يُفضل الخسارة الرياضية على التفريط في موقف قومي، بالرغم من أنّ خسارة نقاط المباراة قد يُقصي المنتخب السعودي عن بطولة آسيا ومونديال روسيا.. وهنا يستدير الوفاء ليختار واحداً من الجانبين.
دوري في حل مشكلة بين جهتين عربيتين، أجاهر به للمرّة الأولى كتابةً، وقلته قبل ذلك وجاهياً للصديق رهيف علامة الأمين العام السابق للاتحاد اللبناني لكرة القدم وذلك بعدما استقال نهائياً.
.. كانت المفاوضات شائكة وشاقة كالعادة بين طرفين عربيين، فنادي النصر مطلوب منه اللعب مع الأنصار في بيروت ضمن تصفيات بطولة أندية آسيا، ولم تكن الأوضاع الأمنية في لبنان مشجعة بالرغم من أنّ البلد كان يتعافى شيئاً فشيئاً بعد إبرام اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان.
وكان هناك تحفّظ سعودي حول اللعب في بيروت، وإصرار لبناني في المقابل على حق الأنصار باللعب على أرضه، وكنت في الدوحة حين كشف لي الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود ـ رحمه الله ـ عن صعوبة الموقف، وكانت وجهة نظري أن يلعب النصر في بيروت برغم كل الظروف ليصبح أول فريق عربي يلعب في لبنان فيكون السعوديون بذلك أسهموا في إعادة الحياة إلى ملاعب الرياضة بعدما أسهموا في إعادة السلام إلى ربوع لبنان، فأجاب أنّه يؤيّد ذلك لكن الأمر لا يعود إليه.. فنطقت بالحل بعبارة: وهل رفيق الحريري بعيد عنكم؟ وكان أن أقيمت المباراتان في الرياض..
والحق يُقال، إنّ الموقف اللبناني آنذاك إن لم يكن نابعاً من موقف قومي، فهو بالحد الأدنى رد جميل لما بذلته المملكة العربية السعودية من جهد ومساعدات في كل المجالات لإنهاء الحرب في لبنان. أمّا الثمن المفترض أن يدفعه اللبنانيون فهو في حده الأقصى خسارة مباراة في كرة القدم.
القصة تتكرّر اليوم شكلاً ومضموناً في موضوع مباراة الإياب بين منتخبي السعودية وفلسطين المقرّر إقامتها في رام الله في 13 أكتوبر المقبل، وهناك أوجه شبه كثيرة، فالفلسطيني له كل الحق في إقامة المباراة على أرضه، ولا سيما بعد رفع الحظر من قبل "فيفا" عن إقامة المباريات الرسمية على أرض فلسطين، وبعدما كان الفريق الإماراتي نال شرف اللعب في فلسطين كأول فريق عربي والجانب السعودي الممثّل باتحاد الكرة لا يمانع أبداً في الذهاب إلى فلسطين. ولكن القرار النهائي لا يعود له، بل للدولة السعودية الذي يعتبر موقفها في الأساس مشرّفاً لفلسطين كونه نابعاً من البعد كل البعد عن أي خطوة تلامس التطبيع ولو معنوياً مع العدو الإسرائيلي.
وفي حين يعتبر الجانب الفلسطيني أن نقل المباراة خارج فلسطين هو بمثابة "نهاية حتمية للحركة الرياضية"، بل و"خيانة للوطن"، يصرّ الجانب السعودي على اعتبار التطبيع مع الكيان الصهيوني خطاً أحمر، وهو في هذه الحالة يُفضل الخسارة الرياضية على التفريط في موقف قومي، بالرغم من أنّ خسارة نقاط المباراة قد يُقصي المنتخب السعودي عن بطولة آسيا ومونديال روسيا.. وهنا يستدير الوفاء ليختار واحداً من الجانبين.