فاز الهلال على النصر في أولّ كأس سوبر سعودي يُقام خارج المملكة، ولكن الجدل بقي قائماً حول جدوى هذه الخطوة، وأصرّ المعترضون على رأيهم بأن نقل المسابقة إلى لندن حرم الجمهور "الكادح" الذي يؤم عادة مدرجات الملاعب في شتى أنحاء البلاد، من الاستمتاع بهذا "الديربي" أو "الكلاسيكو"، وأتاح الفرصة للميسورين الذين أتت إليهم المباراة في أماكن إقامتهم المعتادة في فصل الصيف، فيما وقع "الجمهور الحقيقي" في مصاعب الذهاب للمباراة مع ما يكلف ذلك من أعباء مالية ليس بمقدورهم تأمينها، وإن تأمنت فهناك أمور أولى وأكثر أهمية.
المباراة لم يَشُبها شائبة، فكانت ندّية وإن غلب عليها طابع الحذر، فلم تكن هجومية ولا دفاعية بل "انضباطية"، شاركت خشبات المرميين في هذا الشح بالأهداف. علاوة على إضاعة الفرص الكثيرة من الفريقين، ونجح الفريق الذي اغتنم ولو فرصة واحدة، وهو استحق الفوز في المجمل.
والمباراة كانت "نظيفة" لناحية سلوك اللاعبين، ولغياب الخشونة المتعمدة والاحتكاكات الجسدية والسجالات الكلامية والألفاظ الفظّة، والجمهور الذي كان مختلطاً (بحضور العنصر النسائي) ومتداخلاً بجلوس مناصرين من الفريقين جنباً إلى جنب، قدّم صورة نقيّة عن التشجيع الراقي، أضف إلى ذلك أن حجم الحضور كان مقبولاً جداً.
لم يعكر جو المباراة وأجواء ذلك اليوم مع أمسيته الأنيسة، أي حادث أمني أو سلوك شائن أو تهور في التعبير فرحاً بالفوز وحزناً بالخسارة. فكانت أمسية سعودية بامتياز أضاءتها أغنية الفنان رابح صقر "فوق يا سعودي" مع فرقته بالزي السعودي، وإن كان هذا الزي بثوبه وشماغه وعقاله شبه مختفٍ لدى الجمهور وحتى لدى أعضاء اتحاد كرة القدم.
انتصر الهلال، فهل كان من منتصر آخر؟ السوبر مثلاً هل حقق أهدافه؟
مما لا شك فيه أن إقامة السوبر السعودي في لندن لم يخلّف "أضراراً"، فصحيح أن حضور كأس الملك الأخير في جدة قارب الستين ألفاً مقابل 16 ألفاً في ملعب "لوفتس رود" اللندني، إلاّ أن المردود المالي قد يكون معكوساً بأرقام الحضور الجماهيري، وهذا نتاج الجمهور "اللندني" الميسور الذي له الحق في مباراة واحدة من هذا المستوى في العام، فيما الجمهور المحلي ينعم بعشرات المباريات "الديربوية" و"الكلاسيكوية" بدون أن يدفع الثمن الباهظ وبدون أن يتكبد خسائر السوق السوداء.
السوبر السعودي اللندني خلّف مكاسبَ لا أضراراً، ونجحت شركة صلة في استقطاب عشر شركات راعية، وأمنّت لاتحاد الكرة وللناديين مبالغ بأضعاف مضاعفة فيما لو أقيم السوبر في المملكة، ومع عدم حصول أي إشكال، ومع تأكيد حصول الدخل الكبير، ونجاح التسويق، ومع توفير الفرصة لإقامة مهرجان سعودي في قلب لندن، وإن غاب الإعلام الإنجليزي عن تغطية المباراة، فإن فكرة السوبر خارج المملكة أثبتت جدواها ولا بد من تحويلها إلى تقليد سنوي.
المباراة لم يَشُبها شائبة، فكانت ندّية وإن غلب عليها طابع الحذر، فلم تكن هجومية ولا دفاعية بل "انضباطية"، شاركت خشبات المرميين في هذا الشح بالأهداف. علاوة على إضاعة الفرص الكثيرة من الفريقين، ونجح الفريق الذي اغتنم ولو فرصة واحدة، وهو استحق الفوز في المجمل.
والمباراة كانت "نظيفة" لناحية سلوك اللاعبين، ولغياب الخشونة المتعمدة والاحتكاكات الجسدية والسجالات الكلامية والألفاظ الفظّة، والجمهور الذي كان مختلطاً (بحضور العنصر النسائي) ومتداخلاً بجلوس مناصرين من الفريقين جنباً إلى جنب، قدّم صورة نقيّة عن التشجيع الراقي، أضف إلى ذلك أن حجم الحضور كان مقبولاً جداً.
لم يعكر جو المباراة وأجواء ذلك اليوم مع أمسيته الأنيسة، أي حادث أمني أو سلوك شائن أو تهور في التعبير فرحاً بالفوز وحزناً بالخسارة. فكانت أمسية سعودية بامتياز أضاءتها أغنية الفنان رابح صقر "فوق يا سعودي" مع فرقته بالزي السعودي، وإن كان هذا الزي بثوبه وشماغه وعقاله شبه مختفٍ لدى الجمهور وحتى لدى أعضاء اتحاد كرة القدم.
انتصر الهلال، فهل كان من منتصر آخر؟ السوبر مثلاً هل حقق أهدافه؟
مما لا شك فيه أن إقامة السوبر السعودي في لندن لم يخلّف "أضراراً"، فصحيح أن حضور كأس الملك الأخير في جدة قارب الستين ألفاً مقابل 16 ألفاً في ملعب "لوفتس رود" اللندني، إلاّ أن المردود المالي قد يكون معكوساً بأرقام الحضور الجماهيري، وهذا نتاج الجمهور "اللندني" الميسور الذي له الحق في مباراة واحدة من هذا المستوى في العام، فيما الجمهور المحلي ينعم بعشرات المباريات "الديربوية" و"الكلاسيكوية" بدون أن يدفع الثمن الباهظ وبدون أن يتكبد خسائر السوق السوداء.
السوبر السعودي اللندني خلّف مكاسبَ لا أضراراً، ونجحت شركة صلة في استقطاب عشر شركات راعية، وأمنّت لاتحاد الكرة وللناديين مبالغ بأضعاف مضاعفة فيما لو أقيم السوبر في المملكة، ومع عدم حصول أي إشكال، ومع تأكيد حصول الدخل الكبير، ونجاح التسويق، ومع توفير الفرصة لإقامة مهرجان سعودي في قلب لندن، وإن غاب الإعلام الإنجليزي عن تغطية المباراة، فإن فكرة السوبر خارج المملكة أثبتت جدواها ولا بد من تحويلها إلى تقليد سنوي.